هل العصبية تصيب الإنسان بضغط الدم؟ العلاقة بين العصبية وارتفاع ضغط الدم

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

هل العصبية تصيب الإنسان بضغط الدم؟ العلاقة بين التوتر وارتفاع ضغط الدم

يُعتقد على نطاق واسع أن العصبية والانفعالات الشديدة يمكن أن تسبب ارتفاع ضغط الدم، وهذا الاعتقاد صحيح جزئياً. في الواقع، العلاقة بين العصبية وارتفاع ضغط الدم معقدة وتتجاوز مجرد الارتفاع المؤقت. يمكن للعصبية والتوتر أن يسببا ارتفاعًا مفاجئًا وقصير المدى في ضغط الدم، ولكن لا يوجد دليل قاطع على أن التوتر وحده يسبب ارتفاع ضغط الدم المزمن على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن الاستجابات الفسيولوجية للعصبية والتوتر، والسلوكيات المصاحبة لها، يمكن أن تساهم بشكل كبير في زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن.


عندما يغضب الإنسان أو يتعرض لتوتر شديد، يقوم الجسم بإطلاق هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول. هذه الهرمونات هي جزء من استجابة الجسم “للقِتال أو الهروب”، وهي مصممة لمساعدة الجسم على مواجهة المواقف الخطيرة. يؤدي إفراز هذه الهرمونات إلى تسارع ضربات القلب، وتضييق الأوعية الدموية، وزيادة تدفق الدم إلى العضلات. كل هذه التغيرات الفسيولوجية تؤدي إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم.


إذا كانت هذه النوبات من العصبية والتوتر تحدث بشكل متكرر، فإنها يمكن أن تؤدي إلى إجهاد مستمر على نظام القلب والأوعية الدموية. مع مرور الوقت، يمكن أن يسبب هذا الإجهاد تلفًا في الأوعية الدموية ويزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من التوتر المزمن غالبًا ما يتبنون سلوكيات غير صحية للتكيف، مثل التدخين، والإفراط في تناول الكحول أو الكافيين، وتناول الأطعمة غير الصحية، وقلة النوم، وكلها عوامل خطر معروفة لارتفاع ضغط الدم.


يُعرف هذا الارتفاع المؤقت في الضغط نتيجة للتوتر أو العصبية بـ “ارتفاعه العصبي”. ورغم أنه ليس مرضًا مزمنًا في حد ذاته، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى نفس الأضرار التي يسببها ارتفاع ضغط الدم المزمن على الأوعية الدموية، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. لذلك، فإن إدارة التوتر والتحكم في الانفعالات تعد خطوة أساسية للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية. يمكن تحقيق ذلك من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوجا.