نصائح لمرضى الجهاز التنفسي .. يؤثّر تغيّر المناخ، وتحديداً حرارة الصيف المرتفعة والرطوبة، سلباً في سكّان الأرض، لا سيّما المدخّنين منهم والمصابين بأمراض في الجهاز التنفّسي. والحرارة، معطوفة على التلوّث في المدن، يزيدان عوارض أمراض في الجهاز التنفّسي، ويرفعان نسبة الحالات التي تحتاج إلى الاستشفاء!
الاختصاصي في أمراض جهاز التنفّس الدكتور مارك رعد
في حديث مع الاختصاصي في أمراض جهاز التنفّس الدكتور مارك رعد، يستشهد الأخير بدراسات صادرة من «جامعة جون هوبكنز» الأميركيّة أظهرت أنه مع كلّ زيادة 10 فهرنهايت في درجة حرارة الجوّ، والصعوبة التي تولّدها في التنفّس، تزيد نسبة دخول المستشفى بـ 4.3 %. حتّى «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» في الولايات المتحدة، تقول إن «موجات الحرارة العالية تقتل الناس»، ففي دراسة عن المصدر الأخير تبيّن أن 22 % من الأفراد الذين دخلوا المستشفى في الولايات المتحدة جرّاء الحرارة العالية، يشكون أصلاً من مرض في الرئتين.
في السنوات المقبلة، مع توقّع ارتفاع درجات الحرارة مجدّداً، نتيجة مشكلة طبقة الأوزون (اتساع ثقب الأوزون ونضوب الأوزون)، فإن المصابين بأمراض الجهاز التنفّسي سيعانون الأمرّين، بخاصّة مرضى الرئتين والقلب، الذين سيشكون من خطر أكبر للتعرّض إلى الجفاف وضربات الشمس. ويوضّح د. رعد أن «المشكلة لا تنحصر بارتفاع درجات الحرارة، وإنما تمتدّ لتشمل التلوّث الذي تزيد نسبته مع تغير درجات الحرارة، خصوصاً في المدن، حيث يتنشّق الناس الغبار والغاز المنبثق من عوادم السيارات أو المحركات الأخرى أو دخان المصانع».
بالنسبة للأفراد الذين لا يعانون من مشكلات في التنفس، هم يخضعون إلى قسطرة الرئة، الأمر الذي يسهّل دخول الأوكسيجين وخروج ديوكسيد الكربون بسهولة خلال الصيف، أثناء الاستشفاء. أما في صفوف المرضى الذين يعانون من مشكلات «الانسداد الرئوي»، فيصبح البلغم سميكاً والتنفس أصعب جرّاء الحرارة العالية في الصيف الذي يمثّل «كابوساً» لهذه الفئة! فكلّما ارتفعت حرارة الصيف، صعب على الجسم أن يعدل حرارته، والأخيرة وظيفة تضطلع بها الرئتان، ما يزيد من الجهد الملقى عليهما.
النساء أكثر عرضة
يوضّح د. رعد أن هناك مجموعة من الأمراض الصدريّة التي تصيب النساء، بصورة تتجاوز الرجال، أو تتوازى معهم، ومنها: داء الانسداد الرئوي المزمن الذي ارتفعت الإصابات به في صفوف النساء، خلال السنوات الأخيرة نتيجة التدخين، بالإضافة إلى التعرّض إلى المواد الكيميائيّة الخاصّة بالمنظّفات والأبخرة أثناء الطهي، مع الإشارة إلى أن المرض هو مسبب لدخول المستشفى. وإلى «داء الانسداد»، هناك السرطان الرئوي الذي ازدادت إصابات النساء به خلال السنوات الخمسين الأخيرة، والربو. وفيما تمتنع نسبة من المصابات بالربو عن تناول الأدوية المعالجة لظنّهن أنها قد تؤثّر سلباً في أجنّتهن، فإن حالاتهن تزداد سوءاً. كما قد يصيب الربو الأطفال بسبب تدخين الأمّهات أو تعرّضهن للتدخين السلبي. ويحدّد الطبيب الضغط في الشريان الأساسي للرئة، المرض الذي يصيب النساء بصورة أكبر في العالم أي 65 % منهن، في مُقابل 35 % من الرجال.
«النساء يتأثّرن سلباً بالتلوّث أكثر مقارنةً بالرجال، لأن جهاز التنفس هو أصغر حجماً في أجسامهن، وبالتالي مع التعرض إلى كمّية التلوّث والدخان نفسها، تبيّن أن النساء يعانين أكثر من خطر مشكلات الرئتين ويخضعن إلى قسطرة الرئتين، من دون الإغفال عن الأسباب الوراثية والمشكلات الهرمونيّة»، حسب الطبيب.
كمامة الوجه
يشير د. رعد إلى دور ارتداء الكمامة المفروض جراء جائحة «كورونا» راهناً في التخفيف من الإصابات بالعديد من أمراض التهاب الرئتين، لافتاً إلى أنّه من الضروري الاستمرار في ارتداء الكمامة هذا الصيف. لكن، في صفوف المرضى الذين يعانون من مشكلات في الرئتين أو في مجرى الهواء خصوصاً، عند وجودهم بمفردهم في أماكن حيث درجات الحرارة مرتفعة ينصح بنزع الكمامة تفادياً من الاحتباس في ثاني أوكسيد الكربون.