
متى يجب زيارة طبيب أمراض النساء؟
د. هيثم بدران
تلعب صحة المرأة الإنجابية دورًا محوريًا في حياتها الجسدية والنفسية. وعلى الرغم من أن كثيرًا من السيدات لا يزرن طبيب أمراض النساء إلا عند الحمل أو ظهور مشكلة كبيرة، إلا أنّ المتابعة الدورية وزيارة الطبيب عند ملاحظة أعراض معينة قد تنقذ من مضاعفات خطيرة وتُسهم في الاكتشاف المبكر للأمراض.
الفحص الدوري.. ضرورة وليست رفاهية
ينصح الأطباء جميع النساء بزيارة طبيب أمراض النساء مرة سنويًا على الأقل، حتى في غياب الأعراض، من أجل إجراء الفحوص الوقائية مثل مسحة عنق الرحم «Pap smear» للكشف عن الأورام المبكرة، أو متابعة صحة المبيضين والرحم بالموجات فوق الصوتية، بالإضافة إلى تقييم الحالة الهرمونية. هذه المتابعة المنتظمة تمنح المرأة فرصة لاكتشاف المشاكل في مراحلها الأولى حيث يسهل علاجها.
الأعراض التي لا يجب تجاهلها
١- نزيف غير طبيعي
أي نزيف مهبلي غير معتاد، سواء كان في صورة غزارة غير مبررة للدورة الشهرية، أو نزيف متكرر بين الدورات، أو نزيف بعد انقطاع الطمث، يستدعي التوجه الفوري للطبيب. فقد يكون مؤشرًا لاضطراب هرموني، أو أورام ليفية، أو حتى سرطان بطانة الرحم.
٢- آلام الحوض المزمنة
الألم المتكرر أو المستمر في أسفل البطن أو منطقة الحوض ليس طبيعيًا. قد يشير إلى التهابات مزمنة بالحوض، أو وجود تكيسات على المبايض، أو الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي «Endometriosis» الذي يؤثر على الخصوبة إذا لم يُعالج مبكرًا.
٣- الإفرازات المهبلية غير الطبيعية
الإفرازات المهبلية الطبيعية شفافة أو بيضاء خفيفة بلا رائحة. لكن إذا صاحبتها رائحة كريهة، أو تغير في اللون إلى الأخضر أو الأصفر، أو ارتبطت بحكة وألم، فقد تكون علامة على التهابات بكتيرية أو فطرية أو حتى عدوى منقولة جنسيًا.
٤- اضطراب في الدورة الشهرية
انقطاع الدورة لفترات طويلة، أو عدم انتظامها بشكل مستمر، أو حدوث دورات قصيرة جدًّا ومتقاربة، جميعها علامات تستدعي تقييمًا طبيًا. إذ قد ترتبط بمتلازمة تكيس المبايض «PCOS» أو خلل في الغدة الدرقية، أو غيرها من المشاكل الهرمونية.
٥- ألم أثناء العلاقة الزوجية
الألم المتكرر أثناء الجماع ليس أمرًا طبيعيًا ويؤثر على جودة الحياة الزوجية. قد يرتبط بجفاف مهبلي، أو التهابات، أو مشاكل في الرحم أو عنق الرحم، ويجب استشارة الطبيب لمعرفة السبب وعلاجه.
٦- أعراض متعلقة بالثدي
ألم غير مبرر أو ظهور كتلة في الثدي، أو إفرازات غير طبيعية من الحلمة، كلها إشارات تستدعي الفحص الفوري. طبيب أمراض النساء هو خط الدفاع الأول في تحويل الحالة للفحوصات اللازمة مثل الأشعة أو الخزعة.
٧- أعراض عامة غير مفسرة
الإحساس الدائم بالإرهاق، فقدان الوزن غير المبرر، أو انتفاخ البطن المستمر، قد تكون مؤشرات مبكرة لأمراض نسائية خطيرة، مثل سرطان المبيض. تجاهلها قد يؤدي إلى تأخر التشخيص.
الصحة النفسية والإنجابية
إضافة إلى الأعراض الجسدية، لا ينبغي إغفال الأعراض النفسية المرتبطة بالتغيرات الهرمونية مثل الاكتئاب الحاد أو التوتر المرتبط بمرحلة ما قبل الحيض أو بعد الولادة. طبيب أمراض النساء قادر على تقديم حلول علاجية أو إحالة المريضة للاستشارة النفسية عند الحاجة.
الخلاصة
زيارة طبيب أمراض النساء ليست مرتبطة فقط بالحمل أو الزواج، بل هي جزء أساسي من روتين العناية بصحة المرأة. الأعراض السابقة تشكل جرس إنذار يجب التعامل معه بجدية، فالوعي المبكر واللجوء للطبيب في الوقت المناسب قد يصنعان الفارق بين علاج بسيط ومضاعفات خطيرة.
نسأل الله السلامة للجميع













