خارج الزجاجة: لماذا تتغير جودة الماء إذا تُرك مكشوفًا طوال الليل؟
إنها عادة شائعة لدى الكثيرين: ترك كوب من الماء بجانب السرير ليلًا، ليكون في متناول اليد عند الاستيقاظ أو الشعور بالعطش. ولكن، هل فكرت يومًا أن هذا الكوب المكشوف من الماء، الذي يبدو نقيًا، يُمكن أن يُصبح بيئة غير صحية أثناء ساعات نومك؟ إن السبب لا يكمن في سحر أو خرافات، بل في عوامل بيئية وكيميائية بسيطة تُؤثر على جودة الماء.
1. عوامل التلوث غير المرئية
خلال الليل، تتعرض المياه المكشوفة لعدة عوامل تُؤثر على نظافتها:
- التلوث البيئي: يُعد الغبار وحبوب اللقاح وشعر الحيوانات الأليفة من الجُسيمات العالقة في الهواء التي تستقر بسهولة في الماء المكشوف.
- التلوث البكتيري: قد تنتقل البكتيريا من الهواء أو من أصابعك عند لمس الكوب، أو حتى من لعابك إذا شربت منه قبل النوم، وتتكاثر هذه البكتيريا في الماء طوال الليل.
- الحشرات: قد تجذب المياه الحشرات الصغيرة مثل الذباب أو البعوض، والتي قد تسقط في الكوب.
2. التغيير في التركيب الكيميائي
لا يقتصر الأمر على التلوث الخارجي. فترك الماء مكشوفًا يُؤدي إلى تغير في تركيبته الكيميائية أيضًا:
- امتصاص ثاني أكسيد الكربون: الماء يمتص ثاني أكسيد الكربون الموجود في الهواء. وعندما يمتص الماء هذا الغاز، فإنه يتحول إلى حمض الكربونيك، وهو حمض ضعيف يُغير من درجة حموضة الماء (pH).
- تغير الطعم: يُؤدي هذا التفاعل الكيميائي إلى تغير طفيف في طعم الماء، مما يجعله يبدو “باهتًا” أو “قديمًا” في الصباح، وهو السبب في أن الماء المكشوف لا يكون مُنعشًا مثل الماء المُعبأ حديثًا.
3. الحل البسيط
الوقاية من هذه المشكلات سهلة للغاية:
- استخدم زجاجة ماء مُحكمة الغلق أو كوبًا بغطاء بجانب سريرك.
- إذا لم يكن لديك غطاء، فمن الأفضل تفريغ الماء القديم في الصباح وملء كوب جديد.
خاتمة
إن الحفاظ على نقاء الماء الذي نشربه هو جزء أساسي من العناية بالصحة. بتغيير بسيط في هذه العادة اليومية، يُمكنك ضمان أنك تحصل على ماء نظيف وآمن في جميع الأوقات.














