كل ما تريد معرفته عن “داء الفيالقة”..شبيه الإنفلونزا

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

بعد وفاة شخصين في نيويورك: كل ما تريد معرفته عن “داء الفيالقة” شبيه الإنفلونزا

 

أُثيرت مؤخرًا حالة من القلق في مدينة نيويورك بعد الإعلان عن وفاة شخصين وإصابة عدد آخر بـ داء الفيالقة” (Legionnaires’ disease). هذا المرض، الذي غالبًا ما تُتشابه أعراضه مع الإنفلونزا، يُعد تهديدًا صحيًا خطيرًا، خاصة للفئات الأكثر ضعفًا. يُعد فهم طبيعة هذا المرض، وكيفية انتقاله، وأعراضه، أمرًا حيويًا للوقاية منه وتجنب مضاعفاته. تُقدم هذه المقالة نظرة شاملة على داء الفيالقة، من أسبابه وطرق انتشاره إلى كيفية تشخيصه وعلاجه.


 

ما هو داء الفيالقة؟ وكيف ينتشر؟

 

داء الفيالقة هو نوع حاد من الالتهاب الرئوي تُسببه بكتيريا تُعرف باسم “الليجيونيلا” (Legionella). تُوجد هذه البكتيريا بشكل طبيعي في مصادر المياه العذبة، مثل البحيرات والأنهار، ولكنها تُشكل خطرًا صحيًا عندما تُنمو وتتكاثر في الأنظمة المائية الاصطناعية.

 

طرق الانتشار:

 

لا ينتقل داء الفيالقة من شخص لآخر. بل ينتقل بشكل أساسي عبر استنشاق رذاذ الماء الملوث بالبكتيريا.

  • أنظمة تكييف الهواء: تُعد أبراج التبريد في أنظمة تكييف الهواء المركزية من أشهر مصادر تفشي المرض، خاصة في المباني الكبيرة مثل المستشفيات والفنادق.
  • المرشات (الشاور): تُمكن البكتيريا من النمو في أنابيب المياه الساخنة والباردة.
  • نوافير المياه وأحواض السباحة: إذا لم يتم تنظيفها وصيانتها بشكل صحيح، تُصبح بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا.
  • أجهزة الأوكسجين المنزلية وأجهزة الترطيب: قد تُصبح مصدرًا للعدوى إذا تُركت مياهها راكدة.

 

أعراضه: لماذا يُشبه الإنفلونزا؟

 

تُتشابه أعراض داء الفيالقة في بدايتها مع أعراض الإنفلونزا الشائعة، مما يُسبب تأخيرًا في التشخيص. تُظهر الأعراض عادةً بعد يومين إلى عشرة أيام من التعرض للبكتيريا.

 

الأعراض الأكثر شيوعًا:

 

  1. حمى شديدة وقشعريرة: تُعد من أوائل الأعراض الظاهرة.
  2. سعال جاف: يُمكن أن يُتطور إلى سعال مصحوب ببلغم أو دم في الحالات الشديدة.
  3. آلام في العضلات وصداع: يُشبه إلى حد كبير آلام الجسم التي تُصاحب الإنفلونزا.
  4. تعب وإرهاق شديد: الشعور بالضعف العام والإرهاق.

 

الأعراض المتقدمة (في الحالات الشديدة):

 

  • ضيق في التنفس وآلام في الصدر.
  • أعراض في الجهاز الهضمي: مثل الغثيان، القيء، والإسهال.
  • أعراض عصبية: مثل التشوش الذهني، وفقدان التوازن، والهلوسة.

 

من هم الأكثر عرضة للخطر؟

 

على الرغم من أن أي شخص يُمكن أن يُصاب بداء الفيالقة، إلا أن بعض الفئات تُعد أكثر عرضة للمرض الشديد ومضاعفاته:

  • كبار السن: خاصة من تجاوزت أعمارهم 50 عامًا.
  • الأشخاص الذين يُعانون من ضعف في الجهاز المناعي: مثل مرضى السرطان، أو من يتناولون أدوية مُثبطة للمناعة.
  • المدخنون: يُعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي تجعلهم أكثر عرضة للالتهاب الرئوي.
  • المصابون بأمراض مزمنة: مثل أمراض الرئة المزمنة (الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن)، وأمراض الكلى والكبد.

 

التشخيص والعلاج والوقاية

 

  • التشخيص: يعتمد التشخيص على فحص البول أو عينات من الجهاز التنفسي للكشف عن وجود بكتيريا الليجيونيلا.
  • العلاج: يُعالج داء الفيالقة بالمضادات الحيوية، خاصة إذا تُشخص في المراحل المبكرة. العلاج في المستشفى ضروري للحالات الشديدة.
  • الوقاية: الوقاية هي أفضل سلاح ضد هذا المرض. تتركز الوقاية على الصيانة الدورية للأنظمة المائية:
    • تنظيف أبراج التبريد في أنظمة التكييف بشكل دوري.
    • صيانة أنظمة المياه الساخنة والباردة في المباني.
    • تنظيف وتطهير أحواض السباحة والنوافير بشكل منتظم.
    • استخدام مياه مُعقمة في أجهزة الأوكسجين المنزلية وأجهزة الترطيب.

 

خاتمة

 

تُعد التقارير عن داء الفيالقة في نيويورك تذكيرًا قويًا بأن المخاطر الصحية يُمكن أن تُكمن في بيئتنا اليومية. على الرغم من أن المرض يُمكن أن يكون خطيرًا، إلا أن الوعي به وفهم كيفية انتشاره يُمكن أن يُقلل من فرص الإصابة به بشكل كبير. من خلال الالتزام بالإجراءات الوقائية، والصيانة الدورية للأنظمة المائية، والوعي بالأعراض، يُمكننا أن نحمي أنفسنا ومجتمعاتنا من هذا المرض الشبيه بالإنفلونزا.