فالنتين المراهقين..  ما بين التغيرات السيكولوجية والنفسية

مقالات

استمع الي المقالة
0:00

فالنتين المراهقين..  ما بين التغيرات السيكولوجية والنفسية.

بقلم/ الكاتبة الروائية سها العسكري

سن المراهقة

تُعرف بمرحلة النمو والتطور، حيث تتميز بتغيرات سيكولوجية، نفسية وهرمونية، إضافة إلى نُضج في التفكير والسيطرة على النشاط العقلي بشكل يختلف عن مرحلة الطفولة. كما تتميز هذه المرحلة بتغيير بعض المعالم في جسم المراهق، ونموها بشكل سريع ومُلفت للنظر، الأمر الذي قد يدعو للخجل، وبالتالي عزيزتي الأم يجب التعامل معهم وتوعيتهم. فهي مرحلة انتقالية بين الطفولة للشباب، وتتميز بقوة العواطف وحدتها، وتغير في المزاج «المود» بشكل عشوائي، كما يشعر المراهق في كثير من الأحيان بالارتباك والغضب دون مبرر أو سبب واضح.

يبدأ المراهق في هذه المرحلة باختبار مشاعر جديدة وانجذاب نحو الطرف الآخر، وبداية ظهور مشاعر رومانسية، وأيضًا انجذاب جنسي.

الحب في سن المراهقة

تنمو مشاعر الحب وتتطور بشكل كبير لدى المراهق، وحتى مع وجود الضوابط الاجتماعية إلا أنها تظل مشاعر حقيقية تنمو بشكل طبيعي، ولا تدعو للخوف، ولا يجب الخجل منها، حيث إنها قد تكون مثيرة للحماس، ومُربكة في الوقت نفسه، فيعجز المراهق عن السيطرة عليها وتُسبب له التوتر.

يرى علماء النفس أن حب المراهقة لا يرتقي إلى مرتبة الحب الحقيقي، وأنه مجرد شعور بالإعجاب نتيجة الاهتمام بالتعرف على الجنس الآخر. واعتبر البعض الآخر أن حب المراهقة مجرد كيمياء متبادلة بين اثنين، كما أشار عدد من العلماء إلى أن الشهوة والرغبة، وأيًا تكن تفسيرات الحب، فإنه تجربة يمر بها الإنسان صغيرًا كان أم كبيرًا، فكيف ينظر إليه المراهقون ؟!

نظرة المراهق إلى الحب

في دراسة أُجريت على 100 مراهق ومراهقة تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عامًا، تبين أن من هم دون سن الـ16 عامًا، أي في مرحلة المراهقة المتوسطة يميلون إلى التفكير بالحب الرومانسي، كما أظهرت النتائج أن نسبة الذكور الذين وقعوا في مشاعر الحب أكثر من نسبة الإناث «53% مقابل 47%».

هل يستمر حب المراهقة؟!

إن مشاعر الحب تأخذ المراهق إلى الغوص في أحلامه وأمنياته، فيبدأ بالتخطيط لمشاريعه المستقبلية، ولا يرى أي مشروع ينوي القيام به دون أن يكون الحبيب شريكًا فيه.

إن هذه الحالات الصادقة والعفوية وجدت لدى 47% من أفراد عينة البحث، حيث يظنون أن حبهم سيستمر إلى مرحلة ما بعد المراهقة. ولكن الحقيقة تقول إن معظم العلاقات العاطفية التي يعيشها المراهق في المرحلة الثانوية لا يمكنها البقاء على قيد الحياة، فالغالبية ينهون هذه العلاقة بعد تخرجهم في المدرسة، وذلك لتنوع واختلاف اختصاصاتهم الدراسية، ودخولهم إلى جامعات مختلفة.

ولا بد لنا من الإشارة إلى أن الجنسين يتعرضان للمشاكل العاطفية الشائعة في فترة المراهقة، منها الولع الشديد، والحب من جانب واحد، والغيرة المُبالغ فيها.

كتمان مشاعر الحب

من الأسباب التي تمنع الكثير من المراهقين من إعلان حبهم، هو تخوفهم من أن يكون حبًا من طرف واحد. وقد بينت الدراسة أن 56% من المراهقين يخشون هذا الأمر.

إن الحب من طرف واحد يعتبر من المشاكل الشائعة جدًا بين المراهقين، وقد يكون السبب هو الانجذاب الجسدي غير الفكري تجاه الشخص الآخر. ومن الأسباب المنطقية أيضًا لهذا، هو اضطرابات هذه المرحلة وأزمة تحديد الشخصية.

إذ إن المراهق في هذه المرحلة غير قادر على الالتزام بشخص معين، ومن هنا فإن التحدث عن مشاعرهم مع أفراد أسرهم شيء مهم للغاية، فإنني أعتقد أن في عصرنا هذا، أصبح الوالدان أكثر تفهمًا لأحاسيس ومشاعر أولادهم؛ بسبب زيادة نسبة الوعي والتفتح المجتمعي.

تفهم حب المراهقين يحميهم

من الطبيعي أن يعيش المراهق مشاعر مُرهفة ومتأرجحة، فالأحاسيس الوجدانية عنده فطرية، لكنها بالطبع تحتاج إلى توجيه حتى تتوافق مع قيم المجتمع ومبادئه، ولذا يحتاج المراهق إلى مساندة أهله ودعمهم، وذلك باحترام مشاعره وتقبلها، واحتوائه والاستماع إلى مشاكله وتفهم احتياجاته النفسية والعاطفية، والتغاضي والتسامح في بعض الأحيان، فهو ما زال في طور النضوج.

ومن هنا فإن علاقة الصداقة بين الأهل والأبناء ضرورية، فإن عزيزتي الأم إذا لم يجدك ابنك المراهق بجانبه سوف يبحث عن هذه الصداقة، وهذا الاحتواء في الخارج، الأمر الذي قد يجعله يقع فريسة لقصص حب وهمية، ما ينتج عن ذلك انحراف في سلوكه وتصرفاته.