عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بالروماتيزم (التهاب المفاصل الروماتويدي)
مقدمة: التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis – RA)، والذي يُشار إليه بالعامية بـ “الروماتيزم”، هو اضطراب مناعي ذاتي مزمن يهاجم فيه الجهاز المناعي عن طريق الخطأ الأنسجة السليمة في الجسم، وخاصة بطانة المفاصل، مما يسبب ألماً وتورماً وتيبساً، وقد يؤدي إلى تآكل العظام وتشوه المفاصل بمرور الوقت. وعلى الرغم من أن السبب الدقيق للمرض غير معروف، إلا أن هناك مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية ونمط الحياة التي تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة به.
1. العوامل الديموغرافية والوراثية (غير القابلة للتعديل):
- الجنس: تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي بثلاثة أضعاف تقريباً مقارنة بالرجال. ويُعتقد أن التغيرات الهرمونية تلعب دوراً في ذلك.
- العمر: تزداد احتمالية الإصابة بالمرض مع التقدم في السن، وعادة ما يبدأ في الظهور بين سن 40 و 60 عاماً.
- الاستعداد الوراثي (الجينات): الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالروماتيزم هم أكثر عرضة للخطر. ترتبط بعض الجينات، مثل مستضد كريات الدم البيضاء البشرية من الفئة الثانية (HLA-DRB1)، بزيادة خطر تطور المرض. هذه الجينات لا تسبب المرض بمفردها، لكنها تجعل الشخص أكثر عرضة لتنشيط المرض عند التعرض لمحفز بيئي.
2. عوامل نمط الحياة والبيئة (القابلة للتعديل):
- التدخين: يُعد التدخين أقوى عامل خطر بيئي للإصابة بالروماتيزم. فهو لا يزيد من احتمالية الإصابة فحسب، بل يزيد أيضاً من شدة المرض ويقلل من فعالية العلاج. وقد لوحظ أن التدخين السلبي في مرحلة الطفولة يزيد من خطر الإصابة بالمرض في مرحلة البلوغ.
- السمنة والوزن الزائد: ترتبط زيادة الوزن والسمنة بزيادة خطر الإصابة بالروماتيزم. كما أن الأنسجة الدهنية تفرز مواد كيميائية تزيد من الالتهاب في الجسم، مما يزيد من صعوبة السيطرة على أعراض المرض.
- عوامل بيئية أخرى: التعرض لملوثات بيئية معينة، مثل تلوث الهواء، قد يلعب دوراً. كما تشير بعض الأبحاث إلى أن التعرض لبعض أنواع البكتيريا أو الفيروسات قد يكون محفزاً لدى الأشخاص المعرضين وراثياً.
- النظام الغذائي: بالرغم من الحاجة إلى المزيد من البحث، فإن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء والأطعمة الغنية بالصوديوم والسكر قد يزيد من خطر الإصابة.
- التعرض الهرموني: تشير بعض الدراسات إلى أن النساء اللواتي لم ينجبن أطفالاً قد يكن أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
الخلاصة: التهاب المفاصل الروماتويدي مرض متعدد العوامل، حيث تتفاعل الجينات مع البيئة ونمط الحياة لتحديد احتمالية الإصابة. ولتقليل الخطر، يُنصح بالتركيز على العوامل القابلة للتعديل مثل الإقلاع عن التدخين والحفاظ على وزن صحي ونمط حياة نشط.














