هل “السحر” حقيقي؟ خبراء يُحددون دور فيتامين ج (C) في نزلات البرد: تقليل المدة لا منع الإصابة
لطالما ساد الاعتقاد الشعبي بأن تناول جرعات عالية من فيتامين ج (Vitamin C)، أو حمض الأسكوربيك، هو الحل السحري لمنع الإصابة بنزلات البرد (Common Cold). يكشف الخبراء أن الحقيقة أكثر تعقيداً وتوازناً: فيتامين ج ليس درعاً سحرياً يمنع دخول الفيروسات، لكنه يلعب دوراً حاسماً في تقليل مدة الأعراض وشدتها، خاصة لدى الأشخاص الذين يمارسون مجهوداً بدنياً عالياً أو يُعانون من نقص مُزمن.
1. الحقيقة العلمية: المناعة المُعززة لا المُعجزة 🛡️
وظيفة فيتامين ج في مكافحة نزلات البرد تتركز في دعمه للجهاز المناعي، وليس في طرد الفيروسات:
- دعم وظيفة خلايا المناعة: يعمل فيتامين ج كمُضاد أكسدة قوي، وهو ضروري لإنتاج ووظيفة العديد من الخلايا المناعية، بما في ذلك الخلايا البلعمية (Phagocytes) والخلايا الليمفاوية. عندما يكون الفيتامين متوفراً، تُصبح هذه الخلايا أكثر كفاءة في مُحاربة العدوى.
- تقليل مدة المرض: تُظهر مراجعات الأبحاث أن تناول فيتامين ج بانتظام لا يمنع نزلات البرد لدى عامة السكان. ومع ذلك، فإنه يُمكن أن يُقلل من مدة الإصابة (بمعدل يوم واحد تقريباً) ويُخفف من شدة الأعراض (مثل الاحتقان والعطس).
- الحماية للفئات المُعرضة للتوتر: الاستثناء الوحيد للقاعدة هو الأشخاص الذين يمارسون جهداً بدنياً مُكثفاً (مثل العدائين لمسافات طويلة أو الجنود)؛ حيث وجدت دراسات أن تناول فيتامين ج بجرعات عالية يُمكن أن يُقلل من خطر الإصابة بنزلات البرد بنسبة تصل إلى 50% لديهم.
2. الجرعة الفعّالة: التوازن بين الوقاية والمخاطر 💊
- الجرعة الوقائية اليومية: مُعظم البالغين يحتاجون إلى 75-90 ملغ يومياً للوقاية.
- الجرعة العلاجية (عند الإصابة): يُوصي الخبراء بجرعات تتراوح بين 250 ملغ إلى 2000 ملغ يومياً عند ظهور الأعراض. الجرعات التي تزيد عن 2000 ملغ يومياً نادراً ما تُظهر فوائد إضافية، وقد تُسبب اضطرابات هضمية.
- المخاطر: فيتامين ج آمن بشكل عام، لكن الجرعات التي تزيد عن 2000 ملغ يومياً يُمكن أن تُسبب آثاراً جانبية هضمية (مثل الإسهال والغثيان) وقد تُزيد نظرياً من خطر تكوين حصوات الكلى لدى الأشخاص المُعرضين للإصابة.














