حلول منزلية سريعة لخفض سكر الدم في حالات الطوارئ

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

حلول منزلية سريعة لخفض سكر الدم في حالات الطوارئ: متى تتصرف وكيف؟

ارتفاع سكر الدم (ارتفاع السكر في الدم) يمكن أن يكون حالة صحية خطيرة، خاصةً لمرضى السكري، وقد تتطلب بعض الحالات تدخلاً سريعًا. من الضروري التفريق بين ارتفاع سكر الدم الذي يمكن التحكم فيه نسبيًا في المنزل، وبين الحالة التي تتطلب رعاية طبية طارئة وفورية.

أولاً وقبل كل شيء: متى يجب طلب المساعدة الطبية الفورية؟

إذا كان قياس سكر الدم لديك مرتفعًا جدًا باستمرار (أكثر من 300-400 ملغ/ديسيلتر أو 16.7-22.2 ملي مول/لتر)، وكنت تعاني من أي من الأعراض التالية، فيجب عليك الاتصال بالطوارئ (123 في مصر) أو التوجه إلى أقرب مستشفى فوراً:

الغثيان والقيء الشديدين.

آلام شديدة في البطن.

التنفس السريع والعميق (تنفس كوسماول).

رائحة نفس تشبه رائحة الفاكهة (علامة على الحماض الكيتوني السكري).

الجفاف الشديد، جفاف الفم والعطش الشديد رغم شرب الماء.

الارتباك، النعاس الشديد، أو فقدان الوعي.

ضعف شديد أو عدم القدرة على الحركة.

هذه الأعراض قد تشير إلى مضاعفات خطيرة مثل الحماض الكيتوني السكري (DKA) أو متلازمة فرط الأسمولية غير الكيتونية (HHS)، وكلاهما يتطلبان رعاية طبية عاجلة. لا تحاول علاج هذه الحالات في المنزل وحدك.


حلول منزلية للمساعدة في خفض سكر الدم بسرعة (في حالات عدم وجود أعراض طارئة حادة):

إذا كان سكر الدم لديك مرتفعًا بشكل مفاجئ (أعلى من المعدل الطبيعي، لكن ليس بالمستويات الحرجة التي تستدعي الطوارئ) ولم تكن تعاني من أي من الأعراض المذكورة أعلاه، فإليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها في المنزل لمحاولة خفضه بسرعة. هذه الحلول مؤقتة ولا تغني عن استشارة الطبيب لمعرفة سبب الارتفاع ووضع خطة علاجية طويلة الأمد:

اشرب الماء بكثرة:

الجفاف يمكن أن يرفع مستويات السكر في الدم. شرب الكثير من الماء يساعد الكلى على طرد السكر الزائد عبر البول ويساعد في الوقاية من الجفاف.

اشرب الماء العادي، وتجنب المشروبات السكرية أو العصائر التي قد تزيد السكر.

ممارسة نشاط بدني خفيف إلى متوسط:

إذا كنت تشعر بالقدرة الجسدية، فإن المشي السريع لمدة 15-20 دقيقة، أو صعود الدرج، أو أي نشاط بدني خفيف يمكن أن يساعد العضلات على استخدام الجلوكوز للحصول على الطاقة، مما يقلل مستويات السكر في الدم.

هام: لا تمارس الرياضة إذا كنت تعاني من مستويات سكر دم مرتفعة جدًا (أكثر من 250-300 ملغ/ديسيلتر أو 13.9-16.7 ملي مول/لتر) وكنت تشك في وجود كيتونات في البول (يمكن فحصها بشرائط الكيتون). ممارسة الرياضة في هذه الحالة قد تزيد من الكيتونات وتفاقم الحماض الكيتوني.

تناول الأنسولين (إذا كنت من مستخدميه ولديك خطة طوارئ):

إذا كنت تستخدم الأنسولين ولديك خطة طوارئ محددة من طبيبك لجرعات التصحيح السريعة لارتفاع السكر، فاتبع هذه التعليمات بدقة.

تحذير: لا تأخذ جرعة أنسولين إضافية دون توجيه من طبيبك، حيث أن الجرعات الخاطئة قد تؤدي إلى هبوط حاد وخطير في سكر الدم.

تجنب الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكريات:

في هذه الفترة، امتنع عن تناول أي أطعمة تحتوي على سكريات بسيطة أو كربوهيدرات معقدة يمكن أن تزيد من ارتفاع سكر الدم.

ركز على الخضروات غير النشوية أو مصادر البروتين الخالية من الدهون إذا شعرت بالجوع الشديد، ولكن الأفضل تجنب الطعام تمامًا حتى ينخفض السكر.

التحقق من عوامل أخرى:

الضغط النفسي: التوتر والقلق يمكن أن يرفعا سكر الدم. حاول ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل الخفيف.

الأدوية: تأكد من أنك لم تنس جرعة من أدوية السكري المعتادة، أو أنك لم تتناول دواء آخر قد يرفع السكر (مثل بعض أدوية الكورتيزون).

العدوى أو المرض: أي مرض أو عدوى في الجسم يمكن أن يرفع سكر الدم. إذا كنت تشعر بالمرض، فقد تحتاج إلى استشارة طبية.


خطوات أساسية بعد تطبيق الحلول المنزلية:

راقب سكر الدم بانتظام: استمر في فحص سكر الدم كل 2-3 ساعات لمراقبة استجابته للتدخلات.

فحص الكيتونات (لمرضى السكري النوع الأول خاصةً): إذا كان سكر الدم مرتفعًا جدًا (أكثر من 250 ملغ/ديسيلتر) أو كنت تشعر بالغثيان، فافحص وجود الكيتونات في البول أو الدم. وجود الكيتونات يتطلب رعاية طبية عاجلة.

تواصل مع طبيبك: حتى إذا تم خفض سكر الدم، من الضروري الاتصال بطبيبك في أقرب وقت ممكن لمناقشة سبب الارتفاع ووضع خطة علاجية أو تعديل جرعات الأدوية لمنع تكرار ذلك. الارتفاعات المفاجئة في سكر الدم قد تكون مؤشرًا على حاجة لتعديل خطة علاجك.

تجنب التجربة والخطأ: لا تعتمد على “وصفات منزلية” غير مثبتة علميًا لخفض السكر، فقد تكون خطيرة. التزم بالأساسيات المذكورة أعلاه والتي تدعمها الأدلة العلمية.

تذكر دائمًا: هذه الحلول المنزلية تهدف إلى المساعدة في حالات الارتفاع المفاجئ غير المصحوب بأعراض خطيرة تستدعي الطوارئ. في أي حالة طوارئ صحية، الأولوية هي طلب المساعدة الطبية المتخصصة على الفور. الإدارة الفعالة لمرض السكري تتطلب المتابعة المنتظمة مع الطبيب والالتزام بخطة علاجية شاملة تتضمن النظام الغذائي، النشاط البدني، والأدوية.