جراحة القرنية الاصطناعية بالسن والعظم..استعادة البصر

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

استعادة البصر من أنسجة الذات: جراحة القرنية الاصطناعية بالسن والعظم

 

في حالات فقدان البصر المُستعصية، التي لا تستجيب لعمليات زرع القرنية التقليدية، يبرز حل جراحي استثنائي يُعرف بـ “جراحة القرنية الاصطناعية بالسن والعظم” (Osteo-Odonto-Keratoprosthesis). تُعد هذه الجراحة ملاذًا أخيرًا للمرضى الذين يُعانون من تلف شديد في القرنية، مما يُقدم لهم أملًا جديدًا في استعادة نعمة البصر باستخدام قطعة من جسدهم.


 

1. لمن تُناسب هذه الجراحة؟

 

تُستخدم هذه الجراحة للمرضى الذين يُعانون من تلف نهائي في القرنية بسبب حروق كيميائية شديدة، أو أمراض مناعية مثل متلازمة ستيفنز جونسون، أو فشل مُتكرر لعمليات زرع القرنية التقليدية. يُعد العامل الحاسم في هذه الحالات هو أن الأنسجة المحيطة بالقرنية لا تستطيع دعم القرنية المزروعة، مما يجعل استخدام أنسجة من جسم المريض نفسه الحل الأفضل لتجنب الرفض.


 

2. مراحل الجراحة المُعقدة

 

تُجرى هذه الجراحة على عدة مراحل مُتفردة:

  • المرحلة الأولى: استخراج السن: يتم استخراج سن من فك المريض (عادة ما يكون من الأنياب) مع قطعة صغيرة من عظم الفك المُحيط به.
  • المرحلة الثانية: بناء الزرعة: يتم نحت السن والعظم لإنشاء هيكل يُمكن أن يُثبت عليه أسطوانة بصرية بلاستيكية.
  • المرحلة الثالثة: زرع الزرعة تحت الجلد: تُزرع الزرعة في جيب تحت الجلد، غالبًا في منطقة الخد. تُترك هذه الزرعة تحت الجلد لعدة أشهر لتسمح للأوعية الدموية بالنمو فيها، مما يُقلل من احتمالية رفض الجسم لها لاحقًا.
  • المرحلة الرابعة: الزراعة في العين: تُزال القرنية التالفة، وتُزرع الزرعة التي نمت تحت الجلد في عين المريض. ثم يتم وضع طبقة من الأنسجة من داخل الفم فوق الهيكل الجديد لتغطية الجزء المتبقي من العين.

 

3. الفوائد والمخاطر

 

  • الفوائد: الميزة الأكبر لهذه الجراحة هي استخدام أنسجة المريض نفسه، مما يُقلل بشكل كبير من خطر الرفض المناعي. تُقدم الجراحة بصيص أمل للمرضى الذين فقدوا بصرهم تمامًا.
  • المخاطر: هي جراحة كبرى مُعقدة، وقد تتضمن مخاطر مثل العدوى، أو ارتفاع ضغط العين (الجلوكوما)، أو فشل الزرعة، وتتطلب متابعة طبية مُستمرة.

خاتمة

تُعد جراحة “السن في العين” دليلًا على التطور المذهل في الطب الحديث. رغم أنها ليست حلًا سحريًا للجميع، إلا أنها تُمثل بصيص أمل حقيقيًا للمرضى الذين لا يملكون أي خيارات أخرى لاستعادة بصرهم.