تأثير القهوة على صحة الكلى..هل هي صديقة أم عدوة؟

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

تأثير القهوة على صحة الكلى: هل هي صديقة أم عدوة؟

لطالما كانت القهوة مشروبًا أساسيًا في روتين ملايين الأشخاص حول العالم، لا سيما بفضل قدرتها على تعزيز اليقظة والتركيز. ومع ذلك، يثار دائمًا التساؤل حول تأثيرها على مختلف أعضاء الجسم، ومن بينها الكلى، العضو الحيوي المسؤول عن تصفية الدم وإزالة الفضلات. لفهم العلاقة بين القهوة وصحة الكلى، نحتاج إلى نظرة متوازنة تستند إلى البحث العلمي.


القهوة والكلى السليمة: غالبًا ما تكون مفيدة

بالنسبة للأشخاص الذين يتمتعون بكلى سليمة ولا يعانون من أمراض مزمنة في الكلى، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن تناول القهوة باعتدال قد يكون له تأثير إيجابي أو محايد على صحة الكلى.

حماية من الأمراض المزمنة: بعض الدراسات الوبائية وجدت أن تناول القهوة بانتظام قد يرتبط بانخفاض خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية. وبما أن هذه الأمراض تُعد عوامل خطر رئيسية لأمراض الكلى المزمنة، فإن أي تأثير وقائي للقهوة عليها يمكن أن ينعكس بشكل إيجابي على صحة الكلى.

مضادات الأكسدة: القهوة غنية بـمضادات الأكسدة (مثل حمض الكلوروجينيك) التي يمكن أن تساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي والالتهابات في الجسم، بما في ذلك الكلى. هذه الخصائص المضادة للالتهاب قد تدعم وظائف الكلى وتحميها من التلف.

تأثير مدر للبول (محدود): الكافيين في القهوة له تأثير مدر للبول، مما يعني أنه يزيد من إنتاج البول. ولكن هذا التأثير ضعيف ومؤقت في معظم الأشخاص الذين يستهلكون القهوة بانتظام، ولا يؤدي عادة إلى الجفاف أو إجهاد الكلى بشكل كبير ما لم يتم تناول كميات مفرطة.


القهوة والكلى المريضة: الحذر مطلوب

تختلف الصورة تمامًا عندما يتعلق الأمر بالأشخاص الذين يعانون بالفعل من أمراض الكلى المزمنة (CKD) أو لديهم وظائف كلى ضعيفة.

زيادة الحمل على الكلى: الكافيين ومنتجات أيضه (Metabolites) تُصفى عبر الكلى. في حال ضعف وظائف الكلى، قد يكون الجهاز غير قادر على معالجة هذه المواد بكفاءة، مما يزيد من العبء على الكلى المريضة.

ارتفاع ضغط الدم: على الرغم من أن القهوة قد لا تسبب ارتفاعًا دائمًا في ضغط الدم لدى معظم الناس، إلا أنها يمكن أن تسبب ارتفاعًا مؤقتًا. وبالنسبة لمرضى الكلى، فإن التحكم في ضغط الدم أمر حيوي لمنع تفاقم تلف الكلى. لذا، قد يُنصح بتقليل أو تجنب الكافيين للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم غير المتحكم فيه أو مراحل متقدمة من مرض الكلى.

البوتاسيوم والفوسفور: تحتوي القهوة على كميات صغيرة من البوتاسيوم والفوسفور. بالنسبة لمرضى الكلى في المراحل المتقدمة، قد تتراكم هذه المعادن في الجسم إذا كانت الكلى غير قادرة على إزالتها، مما يستدعي مراقبة نظامهم الغذائي عن كثب، وقد يُنصحون بالحد من تناول القهوة أو أي أطعمة ومشروبات غنية بهذه المعادن.


الكمية والاعتدال:

بشكل عام، يبدو أن تناول كميات معتدلة من القهوة (حوالي 3-4 أكواب يوميًا) آمن لمعظم البالغين الأصحاء وقد يكون له بعض الفوائد الوقائية. ومع ذلك، فإن الاستهلاك المفرط (أكثر من 6 أكواب يوميًا) قد يؤدي إلى آثار جانبية سلبية مثل الأرق، العصبية، وزيادة مؤقتة في ضغط الدم، والتي قد لا تكون مثالية لأي شخص، بغض النظر عن حالة الكلى.


خلاصة القول:

إذا كنت تتمتع بكلى سليمة، فمن المرجح أن تكون القهوة آمنة لك باعتدال، وقد تقدم بعض الفوائد الصحية. أما إذا كنت تعاني من مرض في الكلى أو عوامل خطر مرتبطة بها، فمن الضروري استشارة طبيبك أو أخصائي التغذية لتحديد ما إذا كانت القهوة مناسبة لك، وما هي الكمية الآمنة، لضمان صحة كليتيك على المدى الطويل.