بطانة الرحم المهاجرة.. الأعراض ودور منظار البطن في علاجها

مقالات

استمع الي المقالة
0:00

بطانة الرحم المهاجرة.. الأعراض ودور منظار البطن في علاجها.

د. هيثم بدران

ما هي بطانة الرحم المهاجرة؟

بطانة الرحم المهاجرة، أو ما يُعرف بـ«الانتباذ البطاني الرحمي»، هي حالة طبية تحدث عندما تنمو أنسجة بطانة الرحم خارج الرحم، مثل المبيضين، قناتي فالوب، أو بطانة الحوض. هذه الأنسجة تعمل بنفس طريقة بطانة الرحم الطبيعية، حيث تنمو وتتحلل مع الدورة الشهرية، ولكنها لا تجد طريقًا للخروج من الجسم، ما يؤدي إلى التهابات موضعية، تكوين أكياس مملوءة بالدم، وتكون التصاقات قد تؤثر على الأعضاء التناسلية والمناطق المجاورة.

 

أعراض بطانة الرحم المهاجرة

تختلف أعراض بطانة الرحم المهاجرة من امرأة إلى أخرى، ويمكن أن تتراوح شدتها بين الخفيفة والحادة. من أبرز الأعراض:

١- آلام الحوض: يعتبر الألم المزمن في منطقة الحوض من الأعراض الرئيسية، وقد يبدأ قبل الدورة الشهرية ويستمر بعدها.

٢- ألم الدورة الشهرية «عسر الطمث»: تشعر النساء بآلام شديدة قد تعوق القيام بالنشاطات اليومية.

٣- آلام أثناء الجماع: الألم أثناء أو بعد الجماع شائع جدًا بسبب وجود الأنسجة المهاجرة في مناطق قريبة من المهبل.

٤- اضطرابات الدورة الشهرية: نزيف غزير أو غير منتظم.

٥- مشاكل الإنجاب: تُعد بطانة الرحم المهاجرة من الأسباب الرئيسية للعقم لدى النساء، حيث تؤثر على وظيفة المبايض وقناتي فالوب.

٦- آلام معوية أو بولية: خاصة أثناء الدورة الشهرية، مع احتمال وجود إمساك، إسهال، أو صعوبة في التبول.

٧- الإرهاق المزمن: قد تُسبب هذه الحالة شعورًا دائمًا بالإرهاق والتعب.

الأسباب المحتملة والعوامل المؤثرة

لا يزال السبب الدقيق لبطانة الرحم المهاجرة غير معروف، ولكن هناك بعض النظريات:

– الحيض الارتجاعي: حيث تتدفق خلايا بطانة الرحم مع الدم إلى تجويف الحوض بدلًا من الخروج من الجسم.

– عوامل وراثية: يزيد احتمال الإصابة إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض.

– مشاكل جهاز المناعة: قد يعجز الجهاز المناعي عن التخلص من أنسجة بطانة الرحم خارج الرحم.

دور منظار البطن في التشخيص والعلاج

منظار البطن هو أداة طبية تُستخدم لتشخيص وعلاج العديد من أمراض النساء، بما في ذلك بطانة الرحم المهاجرة. يتم إدخال المنظار، وهو أنبوب دقيق مزود بكاميرا صغيرة، عبر شق صغير في جدار البطن، ما يتيح للطبيب رؤية مباشرة للأعضاء الداخلية.

فوائد منظار البطن في التشخيص

– يُعد الطريقة الأكثر دقة لتشخيص بطانة الرحم المهاجرة، حيث يمكن للطبيب رؤية الأنسجة المهاجرة وتحديد موقعها وحجمها.

– يساعد في استبعاد أسباب أخرى للأعراض المشابهة، مثل الأورام الليفية أو التهاب الحوض.

دور المنظار في العلاج

١- إزالة الأنسجة المهاجرة: يمكن استخدام أدوات خاصة مع المنظار لإزالة الأنسجة المهاجرة أو تدميرها باستخدام الليزر أو الكي الكهربائي.

٢- إزالة الأكياس: إذا وُجدت أكياس مبيضية ناجمة عن بطانة الرحم المهاجرة «الشوكولاتة»، يتم تفريغها وإزالتها.

٣- تحسين الخصوبة: يساعد في استعادة وظيفة الأعضاء التناسلية، ما يعزز فرص الحمل.

٤- تقليل الألم: يُمكن للمنظار إزالة الالتصاقات التي تسبب الألم الشديد.

مزايا منظار البطن مقارنة بالجراحة التقليدية

– شقوق أصغر، ما يعني ندبات أقل وألمًا أقل.

– فترة تعافٍ أقصر.

– تقليل خطر حدوث مضاعفات مثل العدوى.

أهمية التشخيص المبكر والعلاج

يُعتبر التشخيص المبكر لبطانة الرحم المهاجره أمرًا حاسمًا لتقليل الأضرار طويلة الأمد. فالعلاج المناسب لا يخفف فقط من الأعراض، بل يُمكنه أيضًا تحسين جودة الحياة ومنع المضاعفات الخطيرة مثل العقم أو الالتصاقات الشديدة.

خيارات علاجية أخرى

إلى جانب منظار البطن، يمكن استخدام العلاجات الدوائية مثل:

– العلاج الهرموني: مثل أقراص منع الحمل أو منبهات هرمون GnRH لتقليل نمو أنسجة بطانة الرحم.

– مسكنات الألم: لتخفيف الأعراض بشكل مؤقت.

– العلاج الطبيعي والنفسي: لتحسين الحالة العامة، خاصة لمن يعانين آلامًا مزمنة أو تأثيرات نفسية مرتبطة بالمرض.

خلاصة

بطانة الرحم المهاجره ليست مجرد حالة طبية، بل هي معاناة يومية قد تؤثر على حياة النساء بشكل كبير. يُعد منظار البطن أداة فعالة تجمع بين التشخيص والعلاج، ما يفتح آفاقًا أوسع لتحسين جودة الحياة والحد من المضاعفات. مع التقدم الطبي، أصبح من الممكن التعامل مع هذه الحالة بشكل أفضل، ما يمنح الأمل للكثير من النساء في تحقيق حياة أكثر راحة وصحة.

نسأل الله السلامة للجميع