اليوم العالمي للروماتيزم.. لماذا النساء أكثر عرضة للأمراض الروماتيزمية؟
مقدمة: في 12 أكتوبر من كل عام (يشار إليه أيضاً بـ 23 أكتوبر في بعض الأوساط)، يحتفل العالم باليوم العالمي للروماتيزم، بهدف رفع الوعي حول الأمراض الروماتيزمية العضلية الهيكلية التي تؤثر على الملايين. ما يميز هذا المجال الطبي هو التفاوت الواضح في معدلات الإصابة بين الجنسين، حيث تُعد النساء الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالعديد من هذه الأمراض، خاصةً أمراض المناعة الذاتية الروماتيزمية.
1. الأمراض الروماتيزمية الأكثر شيوعاً لدى النساء: ليست كل أمراض الروماتيزم تصيب النساء بنسبة أكبر، لكن الأكثر شيوعاً عند الإناث تشمل:
- التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis – RA): تصيب النساء بمعدل يتراوح بين مرتين إلى ثلاثة أضعاف الرجال.
- الذئبة الحمامية الجهازية (Systemic Lupus Erythematosus – SLE): حوالي 9 من كل 10 مصابين بالذئبة هم من النساء.
- متلازمة شوغرن (Sjögren’s Syndrome): تزيد نسبة إصابة النساء بها تسعة أضعاف الرجال.
- التصلب المجموعي (Scleroderma): وهي حالة نادرة تؤدي إلى تصلب الجلد والأعضاء الداخلية، وتصيب النساء أكثر.
2. العوامل التي تجعل النساء أكثر عرضة للمرض:
تتركز الأسباب الرئيسية في التفاعل المعقد بين العوامل الهرمونية والجينية والمناعية:
- الدور الهرموني (Estrogen Dominance):
- يُعتقد أن هرمون الإستروجين، وهو الهرمون الأنثوي الرئيسي، يلعب دوراً مهماً في تعديل الاستجابة المناعية. في حين أن الإستروجين يحمي في حالات معينة، إلا أنه يمكن أن يكون له تأثير محفز على جهاز المناعة، مما يجعله أكثر نشاطاً وأكثر عرضة لـ “الخطأ” في التعرف على خلايا الجسم السليمة ومهاجمتها (المناعة الذاتية).
- غالباً ما تظهر الأعراض أو تتفاقم خلال فترات التغيرات الهرمونية الكبرى مثل سن البلوغ، والحمل، وبعد الولادة، وسن اليأس.
- التركيب الجيني والكروموسومات:
- تمتلك النساء كروموسومين X، بينما يمتلك الرجال كروموسوم X و Y. تحمل جينات المناعة الرئيسية على كروموسوم X.
- هذا التضاعف في الكروموسومات (XX) يُعطي النساء جهازاً مناعياً أقوى بشكل عام، لكنه في الوقت نفسه يزيد من احتمالية “التعبير الجيني” المزدوج للجينات المرتبطة بأمراض المناعة الذاتية، مما يزيد من خطر الإصابة بالروماتيزم.
- الاستجابة المناعية المفرطة (Autoimmunity):
- يميل الجهاز المناعي لدى النساء للاستجابة بسرعة وقوة أكبر للمؤثرات الخارجية (كالفيروسات والبكتيريا)، لكن هذا النشاط المفرط قد يوجه الاستجابة ضد الجسم نفسه بالخطأ.
3. عوامل الخطر البيئية ونمط الحياة: بالإضافة إلى العوامل البيولوجية، هناك محفزات بيئية تزيد من الخطر لدى الجنسين، لكنها تؤثر على النساء بشكل كبير:
- التدخين: يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، ويكون تأثيره أسوأ على النساء.
- السمنة: تُعد عامل التهابياً يزيد من العبء على المفاصل ويساهم في النشاط الالتهابي الجهازي.
الخلاصة: يُعد اليوم العالمي للروماتيزم فرصة لتركيز الجهود على البحث لفهم العلاقة المعقدة بين الهرمونات والمناعة لدى النساء. الوعي بهذه العوامل يساعد في التشخيص المبكر ويُمكن الأطباء من تصميم خطط علاجية أكثر تخصيصاً وفعالية.
