الولادة المبكرة .. بقلم د. هيثم بدران

الصحة والجمال

0:00

 

الولادة المبكرة

بقلم : دكتور : هيثم بدران 

الولادة المبكرة هي الولادة التي تحدث قبل ثلاثة أسابيع من تاريخ الولادة المقدر للطفل. بمعنى آخر، الولادة المبكرة هي الولادة التي تحدث قبل بداية الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل.

أحيانًا يعاني الطفل المولود ولادة مبكرة، ولا سيما هؤلاء الذين تمت ولادتهم مبكرًا للغاية، مشكلات طبية معقدة.

وعادة تتفاوت مضاعفات الولادة المبكرة، لكن كلما تقدمت ولادة طفلك عن الموعد المفترض لها، زاد خطر تعرضه للإصابة بمضاعفات.

وتُصنف ولادة طفلك بأحد الأنواع التالية، وفقًا لمدى تقدُمها عن الموعد المفترض لها:

• الولادة قبل الموعد مباشرة، أي وُلد بين الأسبوعين ٣٤ و٣٦ من فترة الحمل.
• الولادة قبل الموعد بفترة معتدلة، أي وُلد بين الأسبوعين ٣٢ و٣٤ من فترة الحمل.
• الولادة قبل الموعد بفترة طويلة، أي وُلد قبل الأسبوع ٣٢ من فترة الحمل.
• الولادة قبل الموعد بفترة طويلة للغاية، أي وُلد في الأسبوع ٢٥ من الحمل أو قبله.
وتحدث معظم الولادات المبكرة في مرحلة الولادة قبل الموعد مباشرة.

الأعراض

قد يعاني طفلك أعراضًا خفيفة من الولادة المبكرة أو قد يعاني من مضاعفات أكثر وضوحًا.

وتتضمن بعض علامات الولادة المبكرة ما يلي:

• حجم صغير مع رأس كبير بشكل غير متناسب.
• ملامح تبدو أكثر حدة وأقل استدارة من ملامح الطفل المولود بعد مدة حمل مكتملة، نتيجة لنقص مخزون.

الدهون

• شعر ناعم «زغب الجنين» يغطي مناطق كثيرة من الجسم.
• انخفاض درجة حرارة الجسم، خاصة في فترة ما بعد الولادة مباشرة في حجرة الولادة، نتيجة لنقص الدهون المخزنة بالجسم.
• ضيق التنفس أو التنفس بصعوبة.
• نقص في ردود الأفعال الخاصة بالمص والبلع، مما يؤدي إلى صعوبات في التغذية.

الرعاية الخاصة

إذا ولدت طفلًا مبتسرًا، فمن المرجح أن يحتاج طفلك إلى إقامة أطول في وحدة حضانة خاصة في المستشفى.

واعتمادًا على مقدار الرعاية التي يحتاجها طفلك، يمكن قبوله في حضانة الرعاية المتوسطة أو وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة «NICU»، حيث سيتوفر أطباء وفريق متخصص مدرب على رعاية الأطفال المبتسرين للمساعدة في رعاية طفلك.. لا تترددي في طرح أسئلة.

قد يحتاج طفلك إلى مساعدة إضافية في التغذية، والتكيف مباشرةً بعد الولادة، يمكن أن يساعد فريق الرعاية الخاصة بك في فهم ما الذي يحتاج إليه الطفل، وماذا ستكون خطة الرعاية الخاصة به.

عوامل الخطر

في كثير من الأحيان، يكون السبب المحدد للولادة المبكرة غير واضح، ومع ذلك هناك عوامل خطر معروفة للولادة المبكرة، تتضمن ما يلي:

• التعرض لولادة مبكرة من قبل.
• الحمل بتوأم أو ثلاثة أو أكثر.
• وجود فترة أقل من ستة أشهر بين حمل وآخر.
• الحمل من خلال الإخصاب المساعد.
• وجود مشكلات في الرحم أو عنق الرحم أو المشيمة.
• تدخين السجائر أو تعاطي العقاقير غير المشروعة.
• الإصابة ببعض العدوى، تحديدًا في السائل الأمنيوسي والقناة التناسلية السفلية.
• بعض الحالات المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.
• نقص الوزن أو زيادته قبل الحمل.
• الأحداث الحياتية المسببة للضغط، مثل موت شخص عزيز أو العنف المنزلي.
• التعرض للإجهاض التلقائي أو الإجهاض المتعمد عدة مرات.
• إصابة جسدية أو صدمة.

ولأسباب غير معلومة، السيدات ذوات البشرة السمراء يكن أكثر عرضة لخطر الولادة المبكرة، مقارنة بالسيدات من الأعراق الأخرى، ولكن الولادة المبكرة قد تحدث لأي امرأة.. في الواقع، ليست لدى العديد من السيدات اللواتي تعرضن للولادة المبكرة عوامل خطر معروفة.

المضاعفات

في حين أنه لا يعاني كل الأطفال المبتسرين من مضاعفات، فإن الولادة في وقت مبكر جدًا يمكن أن تنجم عنها مشاكل صحية طويلة أو قصيرة المدى، وبصفة عامة، كلما تقدمت ولادة الطفل عن الموعد المفترض لها، زاد خطر تعرضه للإصابة بمضاعفات، كما يلعب وزن الطفل عند الولادة دورًا مهمًا أيضًا.
قد تكون بعض المشاكل واضحة في الولادة، بينما لا تظهر المشاكل الأخرى إلا لاحقًا.

المضاعفات على المدى القريب

في الأسابيع الأولى، قد تشمل مضاعفات الولادة المبكرة ما يلي:

مشاكل التنفس:

قد يشعر الطفل المبتسر بصعوبة في التنفس بسبب عدم اكتمال تطور الجهاز التنفسي، وإذا كانت رئتا الطفل تفتقران إلى العامل الفاعل في السطح، وهي مادة تسمح بتمدد الرئتين، فقد يصاب بمتلازمة الضائقة التنفسية، لأن الرئتين لا يمكنهما التمدد والتقلص بطريقة طبيعية.

وقد يُصاب الأطفال المبتسرون، أيضًا، بخلل في الرئة يُعرف باسم خلل التنسج القصبي الرئوي، بالإضافة إلى ذلك، قد يصاب بعض الأطفال المبتسرين بتوقف التنفس لفترات طويلة، وهي حالة تُعرف باسم انقطاع النفس.

مشاكل القلب:

تمثل القناة الشريانية السالكة وانخفاض ضغط الدم أكثر مشاكل القلب شيوعًا لدى الأطفال المبتسرين، فالقناة الشريانية السالكة هي فتحة دائمة موجودة بين الشريان الأورطي والشريان الرئوي، وغالبًا ما ينغلق هذا العيب القلبي من تلقاء نفسه، لكن إذا تُرك دون علاج فيمكنه أن يؤدي إلى الإصابة بنفخة قلبية وفشل القلب، بالإضافة إلى مضاعفات أخرى، أما انخفاض ضغط الدم، فقد يتطلب التدخل بتعديلات في السوائل الوريدية والأدوية، وقد يتطلب في بعض الحالات إجراء عمليات نقل الدم.

مشاكل الدماغ:

كلما وُلد الطفل مبكرًا، زاد خطر تعرضه لنزيف في المخ، وهو ما يُعرف بالنزف داخل البطيني، وتكون معظم حالات النزف بسيطة، ويمكن حلها مع بقاء تأثير ضئيل على المدى القصير، لكن قد يعاني بعض الأطفال من نزيف دماغي أكبر يسبب إصابات دائمة في الدماغ.

مشاكل التحكم في درجة الحرارة:

من الممكن أن يفقد الأطفال الخدّج حرارة أجسامهم بسرعة، ويرجع السبب في ذلك إلى عدم احتواء أجسامهم على دهون مخزنة، مقارنة بالأطفال الذين وُلدوا في أوانهم، كما أنهم لا يملكون القدرة على توليد حرارة كافية لتعويض ما فقدوه من خلال سطح الجسم، وفي حال انخفضت درجة حرارة الجسم انخفاضًا كبيرًا، فقد ينتج عن ذلك انخفاض غير طبيعي في درجة حرارة الجسم الأساسية.

ومن الممكن أن يؤدي انخفاض حرارة الجسم لدى الأطفال المبتسرين إلى إصابتهم بمشاكل في التنفس وانخفاض مستويات السكر في الدم، بالإضافة إلى ذلك، قد يستخدم الطفل المبتسر كل الطاقة المكتسبة من الرضاعة فقط ليبقى دافئًا، وهذا هو السبب في أن الأطفال المبتسرين الأصغر سنًا يحتاجون إلى حرارة إضافية من المدفأة أو الحضانة إلى أن يصبحوا أكبر حجمًا وقادرين على الحفاظ على درجة حرارة أجسامهم دون مساعدة.

مشاكل الجهاز الهضمي:

غالبًا ما تكون الأجهزة المعدية المعوية لدى الأطفال المبتسرين غير مكتملة النمو، مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات مثل الالتهاب المعوي القولوني الناخر.

في هذه الحالة الخطيرة محتملة الحدوث، تتضرر الخلايا المبطنة لجدار الأمعاء، ويمكنها أن تصيب الأطفال الخدّج بعد بدء الرضاعة، ويكون الأطفال المبتسرون الذين يرضعون رضاعة طبيعية فقط أقل عرضة بكثير للإصابة بالالتهاب المعوي القولوني الناخر.

مشاكل الدم:

يتعرض الأطفال المبتسرون لخطر الإصابة بمشاكل في الدم، مثل فقر الدم واليرقان عند حديثي الولادة، وفقر الدم هو حالة شائعة لا يحتوي فيها الجسم على ما يكفي من خلايا الدم الحمراء، وعلى الرغم من أن جميع الأطفال حديثي الولادة يكون لديهم انخفاض في عدد خلايا الدم الحمراء خلال الأشهر الأولى من العمر، إلا أن هذا الانخفاض قد يكون أكبر لدى الأطفال المبتسرين.

أما اليرقان عند حديثي الولادة، فهو تلون أصفر يظهر في جلد الطفل وعينيه، ويكون نتيجة احتواء دم الطفل على مادة البيليروبين الزائدة، وهي مادة صفراء اللون، من الكبد أو خلايا الدم الحمراء، وهناك العديد من أسباب الإصابة باليرقان، لكنه يكون أكثر شيوعًا بين الأطفال المبتسرين.

مشاكل التمثيل الغذائي:

غالبًا ما يتعرض الأطفال المبتسرون لمشاكل في التمثيل الغذائي، وقد يصاب بعض الأطفال المبتسرين بانخفاض غير طبيعي في مستوى السكر في الدم «نقص سكر الدم»، ومن الممكن أن يحدث ذلك لأن الأطفال المبتسرين عادة ما يكون لديهم مخزون أقل من الجلوكوز، مقارنة بالأطفال الذين وُلدوا في أوانهم، كما أن الأطفال الخدّج تكون لديهم صعوبة أكبر في تحويل الجلوكوز المخزن في أجسامهم إلى أشكال أخرى من الجلوكوز أكثر فاعلية وقابلة للاستخدام.

مشاكل الجهاز المناعي:

قد يؤدي نظام المناعة غير المتطور الشائع عند الأطفال المبتسرين إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى، ومن الممكن أن تنتشر العدوى لدى الأطفال الخدّج بسرعة إلى مجرى الدم، مما يتسبب في العدوى، وهي عدوى تنتشر إلى مجرى الدم.

المضاعفات على المدى البعيد

قد تؤدي الولادة المبكرة إلى حدوث المضاعفات الآتية على المدى الطويل:

الشلل الدماغي:

وهو اضطراب في الحركة أو التوتر العضلي أو وضعية الجسم، وقد يحدث بسبب العدوى أو التدفق غير الكافي للدم أو إصابة دماغ الطفل حديث الولادة، الذي ينمو أثناء الحمل أو عندما يكون الطفل لا يزال صغيرًا وغير ناضج.

ضعف القدرة على التعلم:

من المرجح أن يتأخر الأطفال المبتسرون عن غيرهم المولودين بعد مدة حمل مكتملة في مختلف مراحل النمو، ومن المرجح أن يواجه الطفل المبتسر صعوبات التعلم في سن دخول المدرسة.

مشكلات في الرؤية:

قد يُصاب الأطفال المبتسرون باعتلال الشبكية الخداجي، وهو مرض يحدث عندما تتورم الأوعية الدموية وتنمو بشكل زائد في طبقة الأعصاب الحساسة للضوء الموجودة في الجزء الخلفي من العين «الشبكية»، وفي بعض الأحيان، تتسبب أوعية الشبكية غير الطبيعية في حدوث تندب تدريجي على الشبكية، وهذا ما يخرجها من مكانها، وعندما تنسحب الشبكية بعيدًا عن الجزء الخلفي من العين، يُعرف ذلك بانفصال الشبكية، وهي حالة يمكن أن تؤدي إلى ضعف الرؤية وتسبب العمى إذا لم تُكتشف.

مشكلات في السمع:

يزيد خطر إصابة الأطفال المبتسرين بدرجة معينة من فقدان السمع، وسيخضع جميع الأطفال لفحص حاسة السمع قبل عودتهم إلى المنزل.

مشكلات في الأسنان:

يزيد خطر إصابة الأطفال المبتسرين، الذين مروا بحالة صحية حرجة، بمشكلات في الأسنان، مثل تأخر بزوغ السن وتغير لون الأسنان وعدم تراصف الأسنان بشكل مناسب.

مشكلات سلوكية أو نفسية
قد تزيد احتمالية إصابة الأطفال المبتسرين ببعض المشكلات السلوكية أو النفسية، وكذلك تأخر في النمو عن الأطفال المولودين بعد مدة حمل مكتملة.

مشكلات صحية مزمنة:

من المرجح أن يواجه الأطفال المبتسرون مشكلات صحية مزمنة، وقد يتطلب بعضهم رعاية في المستشفى أكثر من الأطفال المولودين بعد مدة حمل مكتملة، ومن المرجح أن يُصابوا بحالات العدوى والربو ومشكلات التغذية أو تستمر تلك الحالات إن كانت قائمة بالفعل، ويزيد خطر إصابة الأطفال المبتسرين بمتلازمة موت الرضع المفاجئ.

الوقاية

على الرغم من أن السبب الدقيق للولادة المبكرة غالبًا ما يكون غير معروف، إلا أن هناك بعض الأشياء التي يمكن القيام بها لمساعدة السيدات، خاصة المعرضات لخطر أكبر، وتقليل خطر الولادة المبكرة، بما في ذلك:

مكملات البروجسترون:

قد تتمكن السيدات اللاتي ولدن مبكرًا عن الموعد الصحيح سابقًا، أو لديهن عنق رحم قصير، أو لديهن كلا العاملين، من تقليل خطر الولادة المبكرة عند تناولهن مكملات البروجسترون.
تطويق عنق الرحم:

وهو إجراء جراحي يُجرى أثناء الحمل للسيدات ذوات عنق الرحم القصير، أو ممن خضعن لإجراء تقصير عنق الرحم سابقًا، الذي أدى إلى ولادة مبكرة.

خلال هذا الإجراء، يُخاط عنق الرحم ويُغلق بغرز قوية قد توفر دعمًا إضافيًا للرحم، ثم تُزال الغرز عندما يحين وقت ولادة الطفل، اسألي طبيبك عما إذا كنتِ بحاجة إلى تجنب الأنشطة العنيفة خلال الفترة المتبقية من الحمل أم لا.

نسأل الله السلامة للجميع