الفرق بين نزلات البرد العادية والفيروسات التنفسية المستجدة

 الفرق بين نزلات البرد العادية والفيروسات التنفسية المستجدة: دليل التمييز والتعامل

في ظل الانتشار المستمر للفيروسات التنفسية، أصبح من الصعب التمييز بين نزلة البرد العادية (Common Cold) والإصابة بالفيروسات المستجدة أو الموسمية الأكثر حدة، مثل الإنفلونزا (Flu) ومتحورات فيروس كورونا (COVID-19). وعلى الرغم من أن جميعها أمراض فيروسية تصيب الجهاز التنفسي، إلا أن هناك فوارق مهمة في طبيعة الأعراض، وشدتها، وفترة حضانتها، يمكن أن تساعد في تحديد درجة الخطورة المطلوبة للتعامل مع الحالة.

نزلات البرد والفيروسات:
طبيعة ظهور الأعراض وشدتها

يكمن الفرق الأساسي في سرعة ظهور الأعراض وشدتها الأولية:

نزلة البرد العادية: عادةً ما تبدأ الأعراض بشكل تدريجي وبطيء. الأعراض الرئيسية تكون خفيفة إلى متوسطة، وتتركز في الجهاز التنفسي العلوي، مثل سيلان الأنف، واحتقان الحلق، والعطس. نادراً ما تسبب نزلات البرد العادية حمى شديدة أو إرهاقاً حاداً.

الفيروسات المستجدة (الإنفلونزا وكورونا): تبدأ الأعراض عادةً بشكل مفاجئ وحاد. الإنفلونزا على وجه الخصوص تتميز بظهور الأعراض خلال ساعات قليلة. الأعراض تكون أكثر حدة، وتشمل:

حمى مرتفعة ومفاجئة: وهي سمة مميزة للإنفلونزا.

آلام شديدة في العضلات والمفاصل (تكسير في الجسم).

تعب وإرهاق شديد: وهو أكثر شيوعاً وحدّة في الإنفلونزا وكورونا مقارنة بالبرد.

🦠 الأعراض المميزة ونسبة الخطورة

تساعد بعض الأعراض في توجيه التخمين نحو نوع معين من الفيروسات:

فقدان حاستي الشم والتذوق: كان هذا العرض علامة شبه مؤكدة للإصابة بفيروس كورونا (COVID-19)، على الرغم من أن المتحورات الحديثة قد قللت من انتشاره. نادراً ما يسبب البرد أو الإنفلونزا هذا العرض بشكل كامل.

ضيق التنفس: يُعد ضيق التنفس أو الشعور بثقل على الصدر من الأعراض التي تستدعي القلق، وهو مرتبط بشكل خاص بـ COVID-19 أو المضاعفات الخطيرة للإنفلونزا (مثل الالتهاب الرئوي). نزلة البرد لا تسبب ضيقاً في التنفس عادةً.

فترة حضانة أقصر: فترة حضانة الإنفلونزا عادة ما تكون أقصر بكثير من كورونا، مما يعني أن الأعراض تظهر بسرعة أكبر.

 الخلاصة والتعامل

في النهاية، قد تتشابك الأعراض إلى حد كبير، خاصة في الحالات الخفيفة. لا يمكن التمييز بدقة بين نزلة البرد والإنفلونزا أو كورونا اعتماداً على الأعراض وحدها. الطريقة الوحيدة لتأكيد التشخيص هي إجراء الاختبارات والفحوصات المخبرية. في ظل الانتشار الحالي، ينصح الأطباء بالتعامل مع أي أعراض حادة تشبه الإنفلونزا على أنها قد تكون عدوى فيروسية أكثر خطورة، واتباع إجراءات العزل، والبحث عن الرعاية الطبية إذا ظهرت علامات الخطر مثل صعوبة التنفس أو الحمى المستمرة.