لاتفيا، هذه الدولة الساحرة الواقعة على بحر البلطيق، غالبًا ما تبقى في الظل مقارنةً بجاراتها الأكثر شهرة. لكنها في الحقيقة كنز مخفي ينتظر من يكتشفه، بفضل طبيعتها الخلابة، وتاريخها العريق، ومدنها التي تجمع بين الأصالة والحداثة. تعد السياحة في لاتفيا تجربة فريدة، تجمع بين المغامرة والاسترخاء، وتتيح للزائرين الغوص في ثقافة غنية وتاريخ مليء بالقصص.
تبدأ رحلتك عادةً في العاصمة ريغا، قلب لاتفيا النابض. تتميز ريغا بكونها مدينة متعددة الأوجه؛ ففي مركزها التاريخي، الذي يعد موقعًا للتراث العالمي لليونسكو، يمكنك التجول في شوارع مرصوفة بالحصى، ومشاهدة المباني التي تعود للعصور الوسطى، وكنائسها القوطية المهيبة مثل كاتدرائية ريغا. لكن ما يميز ريغا حقًا هو فن الآرت نوفو، حيث تضم المدينة واحدة من أكبر وأروع مجموعات مباني الآرت نوفو في العالم. التجول في شارع ألبرتا لمشاهدة واجهات المباني المزخرفة هو تجربة لا تُنسى.
خارج ريغا، تتكشف الطبيعة الخلابة للاتفيا. تمتد سواحلها على بحر البلطيق، وتوفر شواطئ رملية واسعة مثالية للاسترخاء في الصيف، مثل شاطئ جورمالا، الذي يشتهر بهندسته المعمارية الخشبية ومياهه المعدنية. وإذا كنت من محبي المغامرة، فتوجه إلى حديقة جاويا الوطنية، وهي أكبر حديقة وطنية في البلاد. هنا يمكنك استكشاف الكهوف الرملية الحمراء، والتجول في الغابات الكثيفة، وركوب قوارب الكاياك في نهر جاويا. توفر الحديقة أيضًا العديد من المسارات المخصصة للمشي وركوب الدراجات، مما يجعلها وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والمغامرين.
تاريخ لاتفيا حاضر في كل زاوية، فبالإضافة إلى العاصمة، يمكنك زيارة القرى والبلدات الصغيرة التي تحمل قصصًا من الماضي. قصر روانديل، المعروف باسم “فرساي البلطيق”، هو تحفة معمارية من طراز الباروك، ويتميز بحدائقه الواسعة والغرف الفخمة. كما أن قلعة تورايدا، التي تقع في حديقة جاويا الوطنية، تقدم لمحة عن الحياة في العصور الوسطى وتوفر إطلالات بانورامية خلابة على الغابة المحيطة.
لا تكتمل تجربة السفر إلى لاتفيا دون تذوق أطباقها التقليدية، مثل “بيروتشكي” (فطائر اللحم) أو “غريزتي” (خبز الجاودار). السكان المحليون ودودون ويسعدهم مشاركة ثقافتهم الغنية مع الزوار. باختصار، لاتفيا هي وجهة سياحية متكاملة، تجمع بين المدن التاريخية، والطبيعة الساحرة، والتجارب الثقافية الأصيلة، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لأي مسافر يبحث عن شيء جديد ومختلف.
