السرطان.. مرض من أقدم الأمراض التي عرفها الإنسان
كتب عنه القدماء المصريون في بردياتهم منذ أكثر من 3 آلاف سنة.
لم يُعرف علاج حقيقي لمرض السرطان حتى نهاية القرن الـ19، حيث تزامن هذا مع تطور العمليات الجراحية وتحسن آليات التخدير، كما تحسن إجراءات مكافحة العدوى والتعقيم.
في هذه الأثناء كانت الجراحة ببتر العضو المصاب، هو الإجراء الوحيد المتاح لمرضى السرطان، وبالطبع كانت نسب ارتداد المرض مرتفعة جدًا، وفي هذه الحالة لم يكن هناك أي علاج لهؤلاء المرضى.
تطور علاج السرطان بوتيرة سريعة في المائة عام التي تلت هذا التاريخ، وكانت كالتالي:
«1» العلاج بالمواد المشعة والعلاج الإشعاعي
تم اكتشاف النشاط الإشعاعي والنظائر المشعة على يد العالمة الفذة ماري كوري عام 1895، وفي نفس العام اكتشف العالم العبقري رونتيجن الأشعة X، وأصبح هذان الكشفان نواة لبدء استخدام الإشعاع في علاج الأورام، وتوالت الاكتشافات لاحقًا حتى أواخر القرن الماضي؛ حتى وصلنا لما نحن عليه الآن.
والعلاج الإشعاعي ببساطة، هو توجيه طاقة كهرومغناطيسية مكثفة لمكان معين بغرض قتل الخلايا السرطانية.
ولا يزال العلاج الإشعاعي سلاحًا مهمًا لعلاج الأورام؛ حتى إن بعض الأورام تُعالج فقط بالإشعاع بدلًا من الجراحة، مثل أورام الرأس والرقبة، كما تطورت قدرات العلاج الإشعاعي الآن، حيث أصبح من الممكن توصيل جرعات عالية من الإشعاع للورم دون الإضرار بباقي الأعضاء حوله، وهو لم يكن ممكنًا في الماضي القريب.
«2» العلاج الكيميائي
رغم سمعته السيئة بين الناس، ولكن يعتبر العلاج الكيميائي حتى الآن حجر زاوية لعلاج الأورام، حيث تم اكتشافه في أربعينيات القرن الماضي، وشهد تطورًا ملحوظًا حتى نهايات القرن نفسه.
ورغم وجود أعراض جانبية لهذا العلاج والتي تكون شديدة في بعض الأحيان، لكن تطور العلاج التدعيمي مثل مضادات القيء… إلخ، قلل بشكل كبير من الأعراض الجانبية.
وانحصر الضوء عن العلاج الكيميائي في آخر 20 سنة وقلت أبحاثه وتطوره، وذلك لظهور العلاج الموجه والمناعي.
العلاج الموجه
هي عائلة كبيرة من العقارت بعضها يُعطى بالوريد وآخر بالفم، ويُقصد بالعلاج الموجه هو العلاج الذي يستهدف سمات معينة في مرض معين، وعليه فهو يستهدف الخلايا السرطانية بشكل أدق من العلاج الكيمياوي، وعليه تتحسن نتائج العلاج وتقل الأعراض الجانبية.
أشهر انواع العلاجات الموجهة ظهرت في أورام الثدي، الرئة، القولون، وسرطان الدم.
«3» العلاج المناعي
يعتبر العلاج المناعي طفرة جديدة ونوعية في علاج السرطان، فمنذ ظهوره في عام 2013 حتى الآن حول مجرى الأحداث تمامًا..
يعتمد العلاج المناعي على تنشيط مناعة المريض نفسه وتمكين جهاز المناعة من تحديد أماكن الورم والقضاء عليها، ويستخدم في الكثير من الأورام مثل أورام الجلد، الرئة، المثانة، الرأس.
وكما نرى تزداد يوميًا العلاجات المتاحة لمرض الأورام، وتزداد فرص الشفاء والنجاة، فبعد أن كانت نسبة الشفاء من الأورام لا تزيد على 5% أصبحت الآن تقارب الـ60%، حتى إن بعض الأورام تصل نسب شفائها لأكثر من 90%.. بقي فقط أن نتمسك بالأمل والسعي للشفاء، وقبل كله الدعاء إلى الله أن يجعل لنا من أمرنا مرفقًا.