الاضطراب العاطفي الموسمي.. ما تقوله الدراسات

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

الاضطراب العاطفي الموسمي.. ما تقوله الدراسات

لا يعتبر الحزن الشتوي مجرد “تغير في المزاج”، بل هو حالة طبية ونفسية مرتبطة بشكل مباشر بالتغيرات البيئية الموسمية التي تؤثر على كيمياء الدماغ وهرموناته.

1. السبب الرئيسي: نقص ضوء الشمس

التغير الأكبر في الشتاء هو قلة ساعات ضوء النهار (الشمس)، وهذا يؤثر بشكل مباشر على الآليات البيولوجية:

  • السيروتونين (Serotonin): يُعرف بهرمون السعادة. يرتبط إنتاج وإفراز السيروتونين في الدماغ بكمية ضوء الشمس التي يتعرض لها الجسم. تشير الدراسات إلى أن مستويات السيروتونين تنخفض في الشتاء، مما يؤدي إلى الشعور بالحزن والاكتئاب واليأس.

  • الميلاتونين (Melatonin): يُعرف بهرمون النوم. ينتج الجسم الميلاتونين في الظلام لتنظيم دورات النوم والاستيقاظ. في الشتاء، تزيد ساعات الظلام، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج الميلاتونين بشكل مفرط. هذا يسبب الشعور بالخمول الشديد، وزيادة النعاس، وصعوبة الاستيقاظ، وهي أعراض تقلل من الطاقة وتزيد من الشعور بالكآبة.

2. اضطراب الساعة البيولوجية (Circadian Rhythm)

الضوء هو الإشارة الرئيسية التي يستخدمها الدماغ لضبط ساعته البيولوجية الداخلية.

  • الخلل في الضبط: مع قصر النهار وطول الليل، يصبح من الصعب على الدماغ التمييز بين وقت الاستيقاظ ووقت النوم، مما يؤدي إلى خلل في دورة النوم (أو اليقظة) بأكملها. هذا الخلل يساهم في الإرهاق المستمر وفقدان الطاقة.

3. العوامل السلوكية والاجتماعية

  • العزلة الاجتماعية: الطقس البارد يدفع الناس إلى البقاء في منازلهم وتقليل الأنشطة الاجتماعية والخارجية. العزلة تقلل من فرص التفاعل الإيجابي وتزيد من الشعور بالوحدة، وهما عاملان مرتبطان بزيادة خطر الاكتئاب.

  • التغيرات الغذائية: يميل البعض إلى تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكريات في الشتاء، مما قد يؤدي إلى تقلبات سريعة في مستويات السكر والطاقة، وزيادة الوزن، وهو ما يؤثر سلباً على المزاج.