الألم المزمن والحالة النفسية .. علماء يكشفون العلاقة بينهما

الصحة والجمال, هام

0:00

الألم المزمن والحالة النفسية .. علماء يكشفون العلاقة بينهما

اكتشف علماء جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية، علاقة بين الألم المزمن ومستوى اثنين من الناقلات العصبية المهمة في الدماغ، التي توفر توصيل الإشارات بين الخلايا العصبية.

العلاقة بين الألم المزمن والحالة النفسية 

وتشير مجلة European Journal of Pain، إلى أن تغير تركيز هذه المواد يفسر سبب عدم قدرة الأشخاص الذين يعانون من ألم مزمن على السيطرة على مشاعرهم السلبية، وفق ما جاء في “روسيا اليوم”.

لذلك ليس مستغربا أن تظهر لدى هؤلاء الأشخاص أعراض القلق والاكتئاب، لأنه من الصعب تحمل الألم فترة طويلة، ما يجعل الشخص سريع الانفعال ومتجهما.

وتقول سيلفيا جوستين، كبيرة الباحثين، “الألم المزمن، هو أكثر من مجرد أحاسيس مزعجة، لأنه يؤثر في مشاعرنا ومعتقداتنا وسلوكنا، ولأول مرة اكتشفنا أن الألم المستمر مرتبط بإنخفاض مستوى الناقل العصبي المثبط GABA (حمض جاما -أمينوبيوتيريك و يختصر جابا) في قشرة الفص الجبهي من الدماغ، أي تحصل تغيرات مرضية محددة”.

وشارك في هذه الدراسة 24 متطوعا يعانون من آلام مزمنة و24 أصحاء، وقبل بدء الدراسة قاس الباحثون مستوى GABA عند جميع المشتركين، واتضح أنه بغض النظر عن نوع الألم المزمن، كان المستوى منخفضا، لدى كل من يعاني من الألم المزمن .

وتقول جوستين، “انخفاض مستوى GABA يشير إلى أن خلايا الدماغ ليست قادرة على نقل الإشارات فيما بينها بصورة طبيعية، لذلك تصبح أفعالنا وعواطفنا وأفكارنا مفرطة”.

ويذكر أن نتائج دراسة سابقة، أظهرت أن الألم المزمن في نفس المنطقة من الدماغ يخفض مستوى ناقل عصبي مهم آخر – الجلوتامات (حمض الجلوتاميك)، ما يؤدي إلى زيادة مشاعر الخوف والقلق.

وتضيف جوستين، “كل شيء يبدأ من الإجهاد، فعندما يشعر الشخص بالألم يرتفع عنده مستوى هرمونات الإجهاد، مثل الكورتيزول، ما يسبب ارتفاع مستوى الجلوتامات. وهذه الحالة تحصل في بداية الألم الحاد”.

ووفقا للباحثين، من المحتمل أن خلايا المناعة (الخلايا الدبقية الصغيرة) “تحاول” تصحيح الخلل، ولكن الألم يستمر وإنتاج الهرمونات يستمر ومع مرور الوقت، يؤدي هذا إلى اضطرابات طويلة الأمد في عمل النواقل العصبية الرئيسية المسؤولة عن تنظيم السلوك العاطفي. وبالنتيجة قد يفقد الشخص القدرة على الشعور بالعواطف الإيجابية، ما يصبح من الصعب استعادتها.

ولكن يشير هذا الاكتشاف، نظريًا إلى إمكانية تنظيم التغيرات السلوكية لدى الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن باستخدام الأدوية الخاصة. ومن أجل ذلك يجب ايجاد طريقة لتوصيل الدواء إلى قشرة الفص الجبهي.