الأسباب الطبية لبرودة الأطراف.. لماذا لا تدفأ يداك

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

الأسباب الطبية لبرودة الأطراف.. لماذا لا تدفأ يداك؟

في الحالة الطبيعية، عندما تنخفض حرارة الجو، يقوم الجسم بـ “تضييق الأوعية الدموية” في الأطراف لتقليل فقدان الحرارة وضمان بقاء الدم الدافئ حول القلب والرئتين والدماغ. ولكن إذا استمرت هذه البرودة بشكل مزعج، فقد يكون السبب الأول هو فقر الدم (الأنيميا). عندما يفتقر الجسم إلى خلايا الدم الحمراء السليمة أو الهيموجلوبين الكافي لنقل الأكسجين، تصبح الأطراف هي أول المتضررين، حيث لا يصلها ما يكفي من الوقود (الأكسجين) لتوليد الطاقة والحرارة، مما يجعلك تشعر ببرودة مستمرة حتى لو كنت ترتدي القفازات.

السبب الشائع الآخر هو قصور الغدة الدرقية. تعمل الغدة الدرقية بمثابة “منظم الحرارة” أو الترموستات في جسمك؛ فهي المسؤولة عن عملية التمثيل الغذائي التي تولد الحرارة. عندما يتراجع نشاط هذه الغدة، تتباطأ جميع عمليات الجسم، وتنخفض درجة الحرارة الداخلية، ويشعر المريض بحساسية مفرطة تجاه البرد، وتكون الأطراف الباردة أولى العلامات الواضحة. أيضاً، تلعب الدورة الدموية الضعيفة دوراً جوهرياً، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من تراكم الكوليسترول وتصلب الشرايين، حيث تصبح الشرايين ضيقة جداً لدرجة تمنع تدفق الدم الكافي إلى أصابع اليدين والقدمين، وهو ما يفسر برودتها الدائمة.

لا يمكن تجاهل مرض السكري كسبب رئيسي؛ فارتفاع سكر الدم المزمن يؤدي مع الوقت إلى تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي السكري)، مما قد يجعل المريض يشعر ببرودة وهمية أو حقيقية في أطرافه، بالإضافة إلى تأثير السكري السلبي على كفاءة الدورة الدموية. وأخيراً، هناك حالات ترتبط بنقص فيتامين ب 12، وهو ضروري لصحة الأعصاب وتكوين خلايا الدم الحمراء. إن فهم هذه الأسباب يساعد في تحديد ما إذا كانت البرودة مجرد استجابة طبيعية للجو أم أنها نداء استغاثة من أحد أجهزة الجسم الداخلية التي تحتاج إلى فحص وتعديل.