![]()
إقتصاد مهرجان الجونة
كتب : صبري ناجح
Sabry_nageh@yahoo.com
ينطلق مهرجان الجونه السينمائي الدولي في شهر أكتوبر الجاري، في نسخته الخامسة، وهو يستعد لجني جزء من ثمار المجهودات، التي بذلت على مدار السنوات الأربع الماضية.
وأقصد هنا الثمار الاستثمارية أو المادية، فبعد نجاحه الواسع خلال دوراته السابقة، صار مهرجان الجونة على أجندة المهتمين بالسينما في كافة قطاعاتها: تمثيل وإخراج وصناعة وإنتاج، محلياً وإقليمياً ودولياً.
فضلاً عن طلبة السينما والمسرح والمحبين من خارج المجال، وهو ما جعل إدارة المهرجان تصدر بطاقات فضية وذهبية وبلاتينية بمبالغ مادية متنوعة للحضور.
ولا تكمن إيرادات المهرجان في مبيعات البطاقات أو التذاكر فقط، إذ يمثل الرعاة الجزء الأكبر المستهدف، التي بلغت نسبتهم في نسخة 2018 و2019 للمهرجان نحو 35%، وقد تصل إلى نسبة 50% خلال العام الجاري، وهو ما يعد نجاحاً كبيراً في اقتصاديات المهرجان، الذي لم يمر على انطلاقه 5 سنوات.
بلغت الميزانية الحقيقة للمهرجان فى دورته الأولى نحو 40 مليون جنيه عام 2017، تكفل بها رجلا الأعمال نجيب وسميح ساويرس وحدهما.
وفي عام 2018 بلغت ميزانية المهرجان 60 مليون جنيه، لكن تم جذب نحو 10 شركات تحملت تقريباً 35% من التكلفة.
وما بين 60 و70 مليون جنيه، استمر مهرجان الجونة في الحفاظ على واجهته كمهرجان دولي خلال الأعوام 2019 و2020، رغم ما مر به العام الأخير -عام الوباء- من تحديات صعبة.
ومن خلال موقع المهرجان الإلكتروني، تستطيع شراء تذاكر متنوعة بعد الإجابة على: “هل تطمح إلى استكشاف ملاذات لا مثيل لها في الجونة؟ هل ترغب في حضور الحفلات الرسمية البراقة والحفلات غير الرسمية وعيش تجربة مهرجان الجونة السينمائي مثل النجوم والمشاهير؟”.
إذن، فقد خصصت إدارة المهرجان “بطاقات حضور المهرجان المختلفة لتمنحك أفضل تجربة ممكنة لمهرجان الجونة السينمائي“.
أما عن البطاقة الفضية، والتي يصل سعرها 3 آلاف جنيه، فهي مخصصة لمحبي المهرجانات والسينما من غير العاملين بصناعة السينما.
ومن خلالها تستطيع أن تحضر الفعاليات في بلازا المهرجان، من حفل الاستقبال اليومي عند غروب الشمس، وحضور سوق المهرجان وشراء المنتجات المصنوعة في الجونة، إضافة إلى العروض الأولى اليومية للسجادة الحمراء، والفعاليات الأخرى.
فضلًا عن ذلك، توفر لك البطاقة الفضية الوصول إلى مواقع المهرجان الرئيسية: حرم الجونة وسي سينما وسينما زا آرينا حيث تقام عروض الأفلام وحلقات النقاش والمحاضرات الخاصة بمنصة الجونة السينمائية.
أما البطاقة الذهبية، التي يصل سعرها إلى 9 آلاف جنيه، فهي تمنحك كل مزايا البطاقة الفضية، بجانب حضور حفل الافتتاح أو الختام مع حضور الحفلة غير الرسمية التالية للحفل الذي تختاره.
وأخيرا، البطاقة البلاتينية، التي يصل سعرها إلى 20 ألف جنيه، فهي “تُمكنك من الاستمتاع بالمهرجان مثل المشاهير”. إذ تمنحك جميع مزايا البطاقة الفضية مع وصول حصري إضافي إلى حفلي الافتتاح والختام والحفلات غير الرسمية التالية لهما، إضافة إلى حفلات الاستقبال اليومية الخاصة والفعاليات المميزة.
لم تكن هذه البطاقات لتنجح في نسخ المهرجان الأولى، لكن وبعد نجاح النسخ السابقة، فمن المتوقع أن تحقق فكرة البطاقات تلك نجاحاً كبيراً.
ورغم أن فكرة البطاقات تلك تحدث عنها المهندس سميح ساويرس، راعي المهرجان، بعد انطلاقه في نسخته الأولى عام 2017، إذ قال نصًا: “الربح المادي تاخده من المهرجان نفسه مش قبل 10-15 سنة”.
مشيراً إلى تذاكر مهرجان “كان”، الذي يبيع تذاكره لجميع الحضور.
وأوضح وقتها في تصريحات صحفية، أن مهرجان الجونة سيقوم ببيع تذاكر لكل من يود الحضور فيما بعد، أي بعد نجاح المهرجان واستقراره على مدار عدة سنوات، وهو ما يتحقق الآن.
وبعيداً عن الماديات والإيرادات المادية، ما حققه ويحققه مهرجان الجونة لمدينة الجونة السياحية والغردقة ككل والسياحة المصرية، لا يقدر بثمن.
مهرجان الجونة يصير في الاتجاه المخطط له وربما تخطاه، ويحضرني هنا ما سمعته من مسؤولين ورجال أعمال في إحدى سفرياتي العملية في مونتينجرو بشمال أوروبا، إذ قالت لي إحدى السيدات الرائدات: “اتطلع بشدة لزيارة الجونة وحضور المهرجان السينمائي فيها”.
ورغم أنني كنت في مونتينجرو لحضور افتتاح خليج لوستيكا الساحر، ورغم أن هناك مقولة شائعة في مونتينجرو تقول إن ساحل الجبل الأسود هو «اللقاء الأكثر جمالاً بين الأرض والبحر».
إلا أن الكثيرين ممن قابلتهم هناك يريدون زيارة مدينة الجونة والاستمتاع بأجوائها الساحرة ومنها بالطبع مهرجان الجونة السينمائي.













