أضرار ومخاطر زيت النخيل على الصحة
على الرغم من الفوائد المذكورة لزيت النخيل الخام، إلا أن استهلاكه بكميات كبيرة، خاصة في صورته المكررة والمعالجة، يُمكن أن يُشكل مخاطر صحية جسيمة. يُستخدم زيت النخيل المكرر على نطاق واسع في صناعة الأطعمة المصنعة مثل البسكويت، رقائق البطاطس، والحلويات، وهذا الاستخدام الواسع هو ما يُثير القلق الأكبر.
أضرار زيت النخيل:
أحد أبرز المخاطر المرتبطة بزيت النخيل هو محتواه العالي من الدهون المشبعة. على الرغم من أن الدهون المشبعة لم تعد تُعتبر بالضرورة “سيئة” كما كان يُعتقد سابقًا، إلا أن الإفراط في تناولها قد يُؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، وهو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية. يُمكن أن تُؤدي المستويات المرتفعة من LDL إلى تراكم اللويحات في الشرايين، مما يُسبب تصلبها ويزيد من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
كما أن عملية تكرير زيت النخيل على درجات حرارة عالية قد تُؤدي إلى تكوين ملوثات كيميائية ضارة. من هذه الملوثات مركب 3-MCPD، الذي تُشير بعض الأبحاث إلى أنه قد يكون له آثار سامة على الكلى، ويُمكن أن يكون له خصائص مسرطنة. هذا الجانب يُثير قلقًا كبيرًا، خاصة مع الاستخدام الواسع لزيت النخيل في الأطعمة الموجهة للأطفال.
علاوة على ذلك، تُشير الدراسات إلى أن استخدام زيت النخيل المكرر في الأطعمة المصنعة يُمكن أن يُساهم في زيادة الوزن والسمنة، خاصة عندما يكون جزءًا من نظام غذائي غير صحي وغني بالسعرات الحرارية الفارغة. وهذا يزيد من مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
لا يمكن فصل الأضرار الصحية لزيت النخيل عن الأضرار البيئية المرتبطة بإنتاجه. فالتوسع في زراعة أشجار النخيل الزيتي يُؤدي إلى إزالة الغابات المطيرة، مما يُسبب فقدان التنوع البيولوجي وتدمير موائل الحيوانات، ويُساهم في تغير المناخ. هذا الجانب البيئي يُضيف بُعدًا أخلاقيًا للجدل حول استخدام زيت النخيل.












