جرعات الفيتامينات الزائدة قد تزيد خطر سكر الحمل

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

تحذير للحوامل: جرعات الفيتامينات الزائدة قد تزيد خطر سكر الحمل!

تُعتبر الفيتامينات والمكملات الغذائية جزءًا أساسيًا من رعاية الحمل لضمان صحة الأم والجنين. ومع ذلك، تشير دراسة حديثة إلى أن الإفراط في تناول بعض الفيتامينات، أو تجاوز الجرعات الموصى بها، قد لا يكون مفيدًا دائمًا، بل قد يزيد من خطر الإصابة بسكر الحمل (سكري الحمل). هذا التحذير يدق ناقوس الخطر حول أهمية الاعتدال والالتزام بالإرشادات الطبية الدقيقة أثناء الحمل.


ما هو سكر الحمل ولماذا هو مقلق؟

سكر الحمل (Gestational Diabetes Mellitus – GDM) هو نوع من السكري يظهر لأول مرة أثناء الحمل عند نساء لم يكن لديهن تاريخ سابق للسكري. يحدث عندما لا يستطيع الجسم إنتاج أو استخدام ما يكفي من الأنسولين لمعالجة السكر (الجلوكوز) في الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.

أهمية التحكم في سكر الحمل تكمن في مضاعفاته المحتملة على كل من الأم والجنين:

  • على الجنين: زيادة خطر ولادة طفل كبير الحجم (Macrosomia) مما قد يؤدي إلى صعوبات أثناء الولادة، الولادة المبكرة، مشاكل في التنفس بعد الولادة، وانخفاض مستوى السكر في الدم للرضيع.
  • على الأم: زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني في المستقبل، وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل (مقدمات الارتعاج)، والحاجة إلى الولادة القيصرية.

الفيتامينات: سيف ذو حدين في الحمل

لطالما اعتبرت الفيتامينات المتعددة والمكملات الغذائية جزءًا لا يتجزأ من روتين الحمل الصحي، وخاصة حمض الفوليك والحديد وفيتامين D. ولكن الدراسة الحديثة تشير إلى أن الجرعات المرتفعة من بعض الفيتامينات قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسكر الحمل.

ماذا تقول الدراسة؟

الدراسة تشير إلى أن تناول جرعات أعلى بكثير من الاحتياجات اليومية لبعض الفيتامينات، خاصة فيتامينات ب المركبة (خاصة B6 و B12) وربما بعض الفيتامينات الأخرى، قد يؤثر على حساسية الأنسولين أو عملية التمثيل الغذائي للجلوكوز في الجسم. على الرغم من أن الآلية الدقيقة ليست مفهومة بالكامل بعد، إلا أن النتائج تدعو إلى الحذر وتجنب “المبالغة” في تناول المكملات.

كيف يمكن أن يحدث ذلك؟

  • تأثير على مقاومة الأنسولين: قد تؤثر الجرعات الزائدة من بعض الفيتامينات على كيفية استجابة خلايا الجسم للأنسولين، مما يزيد من مقاومة الأنسولين ويؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
  • تداخل مع مسارات التمثيل الغذائي: الفيتامينات تشارك في العديد من التفاعلات الكيميائية الحيوية. الجرعات الزائدة قد تخل بالتوازن الطبيعي لهذه المسارات، مما يؤثر على تنظيم الجلوكوز.

الفيتامينات الأساسية في الحمل والجرعات الموصى بها

من المهم التأكيد على أن الفيتامينات ضرورية جدًا لصحة الحمل، ولكن بالجرعات الصحيحة. أهم الفيتامينات التي تحتاجها الحامل:

  1. حمض الفوليك (فيتامين B9): ضروري لمنع عيوب الأنبوب العصبي في الجنين. الجرعة الموصى بها عادة هي 400-800 ميكروغرام يوميًا.
  2. الحديد: للوقاية من فقر الدم وتلبية احتياجات الجنين المتزايدة. الجرعة تحددها الطبيبة حسب مستويات الهيموجلوبين.
  3. فيتامين D: ضروري لامتصاص الكالسيوم وصحة العظام للأم والجنين. الجرعة الموصى بها تتراوح عادة بين 600-800 وحدة دولية.
  4. فيتامينات ب المركبة (B6, B12): تلعب أدوارًا حيوية في نمو الجنين وتطور الدماغ.

نصائح للحوامل لتجنب المخاطر:

  1. استشيري طبيبك دائمًا: قبل البدء في تناول أي مكملات غذائية أو فيتامينات أثناء الحمل، يجب استشارة الطبيب. هو فقط من يمكنه تحديد احتياجاتك الفردية ووصف الجرعات المناسبة.
  2. الالتزام بالجرعات الموصى بها: لا تتجاوزي الجرعات التي يحددها الطبيب أو الموجودة على ملصق الفيتامينات المخصصة للحوامل.
  3. التوازن الغذائي: حاولي الحصول على معظم الفيتامينات والمعادن من خلال نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون. المكملات هي “مكملات” وليست بدائل للطعام.
  4. تجنب “المكملات المعجزة”: احذري من المكملات التي تُروّج بوعود مبالغ فيها أو تلك التي تحتوي على جرعات عالية جدًا من الفيتامينات، خاصة إذا لم يوصِ بها طبيبك.
  5. المتابعة الدورية: الفحوصات الدورية خلال الحمل تساعد على مراقبة مستويات السكر في الدم واكتشاف أي مشاكل مبكرًا.

الخلاصة: الفيتامينات ضرورية لصحة الحمل، ولكن مثل أي شيء آخر، الاعتدال هو المفتاح. الدراسة الحديثة تسلط الضوء على جانب جديد ومهم لمخاطر الإفراط في تناول بعض الفيتامينات، خاصة فيما يتعلق بسكر الحمل. لذا، فإن التعاون الوثيق مع طبيبك والالتزام بالإرشادات العلمية الموثوقة هو أفضل طريق لضمان حمل صحي وآمن لكِ ولطفلك.