في الوقت الذي تسيطر فيه أدوية مثل أوزمبيك (Ozempic) وويغوفي (Wegovy) على سوق علاج السمنة والسكري، كشفت تقارير طبية واستثمارية حديثة أن شركات الأدوية العالمية دخلت في سباق محموم لإطلاق “الجيل الثالث” من هذه العقارات، والتي تتميز بـ “فائدة مزدوجة” تتجاوز مجرد إنقاص الوزن. هذه الأدوية الجديدة تستهدف ليس فقط هرمون GLP-1 (الذي يعمل على تقليل الشهية وزيادة الشبع)، بل تستهدف أيضاً مستقبلات هرمونية أخرى مثل الأملين (Amylin) والجلوكاجون (Glucagon)، لتوفير تحكم أفضل بكثير في التمثيل الغذائي (Metabolism) وسكر الدم. النتائج الأولية للتجارب السريرية تظهر أن هذه العقارات الجديدة تحقق معدلات فقدان وزن تصل إلى 25% من وزن الجسم، متجاوزة بكثير نتائج الجيل الحالي.
الهدف من الجيل الثالث هو تحويل أدوية السمنة إلى “علاجات شاملة للقلب والأيض”. فقد أظهرت الدراسات الحديثة على هذه الأدوية أنها تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، والنوبات القلبية، وتقلل من علامات التليف في الكبد الدهني غير الكحولي (NASH). هذه الفوائد الإضافية ستغير تصنيف هذه الأدوية من مجرد أدوية “نمط حياة” إلى علاجات ضرورية للأمراض المزمنة. شركة “إيلي ليلي” و”نوفو نورديسك”، وهما الرائدتان في هذا المجال، تستعدان لطرح أبرز مركبات الجيل الثالث في عام 2026، مما سيؤدي إلى حرب أسعار وتنافس غير مسبوق في السوق الدوائي.
التحدي الأكبر الذي يواجه هذه الأدوية هو قضايا السلامة على المدى الطويل، حيث تطالب الهيئات التنظيمية مثل إدارة الغذاء والدواء (FDA) ببيانات أكثر شمولاً حول تأثير الاستخدام المستمر لعدة سنوات على وظائف البنكرياس والجهاز الهضمي. كما أن التكلفة لا تزال مرتفعة، وتتطلب ضغوطاً حكومية وتنافسية لضمان تغطيتها من قبل شركات التأمين بشكل واسع. في مجال الجمال، بدأ الأطباء يلاحظون ظاهرة “وجه أوزمبيك” (Ozempic Face)، وهي الترهل والشيخوخة المبكرة التي تحدث في الوجه نتيجة الفقدان السريع للوزن. هذا أدى إلى زيادة الطلب على الإجراءات التجميلية غير الجراحية، مثل الفيلر والخيوط، لمواجهة هذا التأثير الجانبي. لذلك، فإن الجيل الثالث من الأدوية يهدف إلى تمكين فقدان الوزن بمعدل أبطأ وأكثر صحة للحفاظ على مرونة الجلد. إن هذا السباق الدوائي لا يعالج السمنة فحسب، بل يعيد تعريف العلاقة بين الدواء والتمثيل الغذائي.
