تسلا تكشف عن بطارية تقطع 1500 كم بشحنة واحدة

سيارات

استمع الي المقالة
0:00

أعلنت شركة تسلا خلال مؤتمرها السنوي في 2025 عن أحدث ابتكاراتها في عالم السيارات الكهربائية، وهي بطارية ثورية تُدعى HyperRange X القادرة على قطع 1500 كيلومتر بشحنة واحدة فقط، لتصبح بذلك أطول مدى بطارية يتم إنتاجها تجاريًا حتى الآن. وتعد هذه الخطوة نقلة هائلة في سوق السيارات الكهربائية العالمي، وتؤكد استمرار تسلا في الهيمنة على هذا القطاع من خلال تطوير تقنيات بطاريات متقدمة تفوق المنافسين بعدة خطوات.

وتعتمد بطارية HyperRange X على مزيج جديد من خلايا الليثيوم المطورة باستخدام تقنية النانو كربون، التي تسمح بتخزين طاقة أكبر بنسبة 32% مقارنة بالجيل السابق، مع تقليل وزن الخلية بنسبة 18%. كما تم تحسين نظام تبريد البطارية بالكامل باستخدام هندسة حرارية جديدة تقلل سخونة الخلايا وتُطيل عمرها الافتراضي.

وصرّح “إيلون ماسك” بأن البطارية الجديدة تمثل “قفزة خرافية” ستغير مستقبل المدى الكهربائي للسيارات، وأنها ستكون متاحة أولًا في سيارات Tesla Model S Hyper Edition التي سيتم طرحها نهاية 2025، قبل أن تصل إلى باقي الموديلات في 2026. وأضاف ماسك أن تطوير هذه البطارية استغرق أكثر من خمس سنوات، وشمل التعاون مع عدة مراكز بحثية في الولايات المتحدة وألمانيا واليابان.

وتتميز بطارية HyperRange X ليس فقط بالمدى الهائل الذي تقدمه، بل أيضًا بسرعة الشحن، حيث يمكن شحن 80% من سعتها خلال 12 دقيقة فقط باستخدام محطات الشحن فائق السرعة من الجيل الرابع Supercharger V4. وتعمل تسلا حاليًا على تحديث آلاف محطات الشحن حول العالم لاستيعاب التقنية الجديدة قبل نهاية العام.

ويتوقع الخبراء أن هذه البطارية ستضع ضغوطًا كبيرة على شركات السيارات الأخرى، خصوصًا الشركات الصينية التي ركّزت خلال الفترة الماضية على زيادة مدى السيارات الكهربائية لكنها لم تتجاوز حاجز الـ 1000 كم. وتعد هذه النقلة مثالية للسوق الأوروبي الذي يعاني من قلة محطات الشحن في بعض المناطق، ما يجعل السيارات ذات المدى الطويل أكثر جاذبية للمستهلكين.

ومن الناحية البيئية، تُعد البطارية الجديدة أقل ضررًا، حيث أعلنت تسلا أنها تستخدم نسبة أقل من المواد النادرة، مع إمكانية إعادة تدوير أكثر من 92% من مكوناتها، وهو أعلى معدل إعادة تدوير في تاريخ بطاريات الشركة. كما أكدت أن دورة حياة البطارية قد تتجاوز 1.2 مليون كيلومتر دون انخفاض كبير في الأداء.

ويشير محللو السوق إلى أن تسلا لا تستهدف فقط تحسين المدى، بل تخطط أيضًا لتوسيع نطاق استخدامها للبطارية الجديدة في مشاريع النقل العام الكهربائية والشاحنات طويلة المدى مثل Tesla Semi Hyper Charge، التي ستستفيد بشكل كبير من القدرة على قطع مسافات طويلة بدون توقف.

كما تدرس الشركة إمكانية استخدام نفس التكنولوجيا في الطائرات الكهربائية الخفيفة التي تعمل عليها شركات ناشئة في الولايات المتحدة، حيث قد تفتح HyperRange X الباب أمام تطوير جيل جديد من الطائرات القصيرة المدى العاملة بالبطاريات بدلًا من الوقود التقليدي.

ورغم الإشادة الكبيرة بالبطارية الجديدة، إلا أن بعض الخبراء أبدوا مخاوفهم من ارتفاع تكلفة إنتاجها، مما قد ينعكس على أسعار السيارات في بدايات إطلاقها. لكن إيلون ماسك أكّد أن الأسعار ستنخفض تدريجيًا مع زيادة الإنتاج الضخم في مصنع “جيجا برلين” و“جيجا تكساس”، حيث سيتم تصنيع البطارية بكميات كبيرة.

ومن المتوقع أن تغيّر HyperRange X قواعد اللعبة بالكامل في سوق السيارات الكهربائية، خصوصًا في الدول التي ما زالت تتردد في الاعتماد على السيارات الكهربائية بسبب مشاكل المدى. ومع هذه النقلة، قد يشهد العالم خلال السنوات القليلة المقبلة تحولًا أسرع نحو الطاقة النظيفة واعتمادًا أكبر على السيارات الكهربائية بدلًا من محركات الاحتراق التقليدية.