Tesla تواجه تراجعًا كبيرًا في مبيعات أوروبا

سيارات

استمع الي المقالة
0:00

تشهد شركة Tesla في أوروبا تراجعًا واضحًا في مبيعات سياراتها خلال أكتوبر 2025، حسب بيانات رسمية صدرت مؤخرًا، ما يثير تساؤلات حول مستقبل الشركة في أكبر سوق للسيارات في العالم. فقد أعلنت وكالة المرور الألمانية أن مبيعات Tesla في ألمانيا — أحد أكبر أسواقها الأوروبية — انخفضت إلى 750 سيارة في أكتوبر، بانخفاض يزيد على 50٪ مقارنة بنفس الشهر العام الماضي.

هذا التراجع لا يقتصر على ألمانيا فقط، بل يعكس ضعف في الطلب على سيارات Tesla مقارنة مع شركات أخرى في سوق السيارات الكهربائية والهجينة، رغم أن مبيعات المركبات الكهربائية بشكل عام تشهد ارتفاعًا في أوروبا.

أحد الأسباب المحتملة للتراجع، كما يشير محللون، هو تشبع السوق الأوروبية والسيولة الزائدة بعد موجة شراء سيارات كهربائية في السنوات السابقة، مما قلّل من حافز الشراء في 2025. كذلك، المنافسة شديدة من علامات أوروبية وصينية جديدة تدخل السوق، تعرض خيارات أرخص أو مواصفات مشابهة، ما يقلل التفرد الذي كانت Tesla تتميز به.

كما أن أسعار السيارات الكهربائية عموماً ارتفعت مؤخرًا بسبب تكاليف الإنتاج والمواد الخام، ما ضغط على القدرة الشرائية للمستهلك الأوروبي، خصوصًا في فئة الفئة المتوسطة، والتي تعتمد على سيارات بعيدة عن “الفاخرة”.

من جهة أخرى، شهدت شركات صناعة السيارات الأوروبية موجة ضغط ومتغيرات كبيرة — الصناعات تشكو من تباطؤ الطلب، مشاكل في سلاسل التوريد، وحتى دعوات لبعض الدول لتأجيل حظر بيع سيارات الوقود (محركات بنزين/ديزل) الذي كان مفترضًا يبدأ 2035. مثلاً، أعلن Friedrich Merz مستشار ألمانيا أن بلاده ستطلب من European Commission إعادة النظر في موعد حظر السيارات التي تعمل بمحركات احتراق داخلي، مما يعكس قلق الصناعيين من الانتقال السريع نحو السيارات الكهربائية.

التراجع في مبيعات Tesla قد يؤدي إلى آثار مهمة:

  • ضغط على أرباح الشركة وخططها الاستثمارية في أوروبا.

  • إعادة تفكير في استراتيجيتها التسويقية أو في أسعار وموديلات السيارات المقدّمة.

  • فرصة لمنافسيها — شركات أوروبية أو آسيوية — لاستعادة حصة في السوق.

  • انعكاس على ثقة المستهلك الأوروبي تجاه السيارات الكهربائية، خصوصًا إذا ارتبطت مع تذبذُلات في الأسعار أو خدمات ما بعد البيع.

لكن رغم هذا التراجع، السوق الأوروبية للسيارات الكهربائية لا تزال تنمو بشكل عام — مبيعات EVs (السيارات الكهربائية والهجينة) ارتفعت مؤخرًا بنسبة ملحوظة على مستوى القارات، ما يعني أن التحدي ليس في شعبية “الكهربائي” بحد ذاته، ولكن في المنافسة الشرسة والأسعار، والتنوّع في الخيارات.

من زاوية أخرى، قد تستفيد Tesla من هذا الواقع لو قامت بتعديل استراتيجيتها — مثل تخفيض الأسعار، إطلاق موديلات اقتصادية أكثر، أو تحسين شبكة الخدمات والصيانة — خصوصًا في الدول الأوروبية التي بدأت تشكك في جدوى بعض السيارات الكهربائية الفاخرة مقابل كلفتها.

في المجمل، تراجع مبيعات Tesla في أوروبا يشير إلى أن “حقبة التوسع السريع” قد انتهت — والمرحلة القادمة ستكون حاسمة: إما تجديد جذابيتها في سوق مكتفٍ ومتشبع، أو خسارة جزء من الصدارة لصالح منافسين أكثر مرونة وتنوّعًا.