سباق تطوير روبوتات الذكاء الاصطناعي المنزلية يتسارع في 2025

تكنولوجيا

استمع الي المقالة
0:00

يشهد عام 2025 طفرة غير مسبوقة في عالم الروبوتات المنزلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، إذ تتنافس الشركات العالمية على تطوير جيل جديد من الروبوتات القادرة على القيام بمهام يومية معقدة داخل المنزل، وليس فقط التنظيف كما كان في السابق. هذا التطور يعكس اتجاهًا عالميًا لتحويل البيوت إلى مساحات أكثر ذكاءً واعتمادًا على تقنيات مؤتمتة تعمل بشكل شبه مستقل.

خلال العام الماضي فقط، ارتفع الاستثمار في قطاع الروبوتات المنزلية بنسبة 60% عالميًا، مما وضعه ضمن أسرع القطاعات التقنية نموًا على الإطلاق. جاءت شركات مثل “سامسونج” و“أمازون” و“شاومي” و“أبل” في صدارة السباق، مع إعلانات عن روبوتات قادرة على حمل الأشياء، فهم الأوامر الصوتية المعقدة، مراقبة صحة المستخدمين، وحتى التفاعل العاطفي مع أفراد الأسرة.

أحد الابتكارات المثيرة في هذا المجال هو الروبوتات التي تستخدم معالجة اللغة الطبيعية المتقدمة لفهم المحادثات البشرية، وليس فقط تلقي أوامر بسيطة. بعض النماذج الحديثة يمكنها تمييز نبرة الصوت، وتحديد ما إذا كان المستخدم غاضبًا، قلقًا، أو يحتاج إلى مساعدة عاجلة. هذا يفتح الباب لتطبيقات جديدة داخل المنزل، خصوصًا لكبار السن أو الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم.

كما بدأت بعض الروبوتات في تقديم خدمات “المراقبة الصحية الذكية”. يمكن للروبوت قياس ضربات القلب، التذكير بالأدوية، متابعة جودة النوم، وحتى الاتصال بالطبيب في حال اكتشاف أي مشكلة. هذه الوظائف تجعل الروبوتات المنزلية تدخل عالم الرعاية الصحية تدريجيًا، مما يرفع قيمتها المستقبلية في الأسواق.

من ناحية الاستخدام المنزلي، لم يعد دور الروبوت يقتصر على كنس الأرضيات. الروبوتات الجديدة قادرة على ترتيب الأشياء، تنظيف بعض الأسطح، تعبئة الغسالة، نقل الأغراض، وحتى إعداد مشروبات بسيطة. بعض النماذج تمتلك أذرعًا متعددة المفاصل، قادرة على الحركة بدقة، مما يجعلها أقرب إلى “مساعد شخصي فعلي” داخل المنزل.

ويتوقع المحللون أن الروبوتات المنزلية ستصبح جزءًا طبيعيًا من كل منزل خلال 5–7 سنوات، مع انخفاض تكاليف الإنتاج وتحسين قدرات الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، لا تزال هناك مخاوف كبيرة تتعلق بالخصوصية. فوجود روبوت مزود بكاميرات وميكروفونات داخل المنزل يثير أسئلة حول كيفية تخزين البيانات، ومن يمكنه الوصول إليها، وكيف يمكن حماية خصوصية المستخدم.

إحدى القضايا التي يركز عليها الخبراء هي الحاجة إلى معايير دولية لحماية المستهلكين، خاصة أن الروبوتات ستكون قادرة على جمع بيانات حساسة جدًا مثل الروتين اليومي، سرعة المشي، نبرة الصوت، وحتى مواعيد الخروج والدخول. لذلك، تنادي مؤسسات دولية بسن قوانين واضحة تنظم دور الروبوتات المنزلية وتشغيلها داخل البيوت.

ورغم هذه التحديات، فإن المستخدمين بدأوا بالفعل في تبني هذه التكنولوجيا، خاصة في أوروبا وآسيا. تشير التقديرات إلى أن عدد الروبوتات المنزلية الذكية سيرتفع من 12 مليون وحدة في 2024 إلى أكثر من 35 مليون وحدة بحلول 2026، مما يمثّل تحولًا هائلًا في طريقة تعامل البشر مع التكنولوجيا داخل منازلهم.

تسارع الشركات في تطوير هذه التقنيات يعكس قناعة راسخة بأن الروبوتات ستصبح عنصرًا أساسيًا في إدارة الحياة اليومية، تمامًا مثل الهواتف الذكية قبل عقد من الزمن. الفارق الوحيد أن الروبوتات ستكون “جسدًا متحركًا” للذكاء الاصطناعي داخل المنزل، وليست مجرد شاشة ثابتة.