وقّعت روسيا والصين في سبتمبر 2025 اتفاقًا ملزمًا لإنشاء خط أنابيب غاز ضخم يُعرف باسم “قوة سيبيريا 2”، سيمتد عبر منغوليا لنقل نحو 50 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا من حقول الغاز الروسية إلى شمال شرق الصين.
رئيس شركة “غازبروم” الروسية، أليكسي ميلر، صرّح خلال توقيع الاتفاق في بكين بأن هذا المشروع يعد “التزامًا قانونيًا مشتركًا” بين الجانبين، بعد سنوات من المفاوضات الفنية والتنظيمية.
يمثل هذا المشروع خطوة استراتيجية كبيرة في شراكة الطاقة بين روسيا والصين، حيث يهدف إلى تعزيز أمن الطاقة للطرفين وتقوية التعاون الطاقي بعيدًا عن الأسواق الأوروبية.
كما أن اختيار المسار عبر منغوليا يعطي المشروع أبعادًا لوجستية جديدة؛ الخط المتوقع أن يمتد لآلاف الكيلومترات، وهو ما يجعله من أكبر مشاريع البنية التحتية للطاقة في آسيا.
التوقيع على الاتفاق جاء في سياق توجه روسي نحو “الشرق” بعد تراجع بعض صادرات الطاقة إلى أوروبا، في حين ترى الصين أن المشروع سيساعدها على تأمين إمدادات غاز أرخص وأكثر استدامة، خصوصًا مع سعيها للحد من الاعتماد على الفحم.
كما أن الاتفاق يتضمن “ترتيبات فنية وتنظيمية” لضمان جدوى المشروع على المدى الطويل، وهو ما أكده الطرفان حين وصفوا الوثيقة بأنها ليست مجرد التزام مبدئي، بل خطوة عملية نحو التنفيذ الكامل.
من المتوقع أن يكون لهذا الخط تأثير كبير على أسواق الطاقة في آسيا، وقد يغير خارطة تدفقات الطاقة بين روسيا والصين، خاصة إذا ما نجحت في تشغيله بكامل طاقته السنوية المتوقعة.
كما يُرجّح أن يكون لهذا المشروع أثر اقتصادي بعيد المدى، ليس فقط من حيث العائد على الاستثمار لموسكو وبكين، بل أيضًا على منغوليا التي ستمر عبر أراضيها خطوط الأنابيب، مما قد يوفر لها فرصًا تنموية لوجستية واقتصادية.














