في خطوة تعزز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا المستدامة، كشفت شركة نيوم عن أحدث مشاريعها العملاقة، مدينة “أوكسچون” (Oxagon). هذه المدينة ليست مجرد منطقة صناعية تقليدية، بل هي أول مدينة صناعية عائمة على مستوى العالم، وتقع بالكامل على مياه البحر الأحمر، مما يمثل نقلة نوعية في الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري. الهدف من أوكسچون هو أن تصبح مركزًا عالميًا للاقتصاد الأزرق والابتكار الصناعي، مع التركيز على التقنيات النظيفة والإنتاج المستدام، لتكون نموذجًا رائدًا للتنمية الصناعية الخالية من الكربون. التصميم الفريد للمدينة على شكل مُثمّن ضخم يهدف إلى تحسين الكفاءة اللوجستية وتسهيل حركة البضائع والموارد بشكل غير مسبوق. وفقًا للبيانات الصادرة من إدارة مشروع نيوم، فإن أوكسچون ستكون بمثابة حلقة وصل رئيسية بين قناة السويس والأسواق العالمية، مستغلة موقعها الاستراتيجي على أحد أهم الممرات الملاحية في العالم. المدينة ستركز على سبعة قطاعات رئيسية هي: الطاقة المستدامة، التنقل الذاتي، الابتكار المائي، إنتاج الغذاء المعتمد على التكنولوجيا، الرعاية الصحية الرقمية، بناء التقنيات الرقمية والاتصالات، وخدمات التصنيع المتقدم. هذا التركيز على الصناعات التي تقود المستقبل يؤكد رؤية السعودية في تنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط. الأهم من ذلك، التزام أوكسچون بالاستدامة يشمل تشغيلها بالكامل بالطاقة المتجددة (الشمس والرياح)، بالإضافة إلى استخدام تقنيات “الحياد الكربوني” في عملياتها الصناعية، مما يقلل بشكل كبير من البصمة البيئية. من الناحية السياحية، فإن أوكسچون ستقدم مفهومًا جديدًا للسياحة الصناعية والتعليمية. لن تكون مجرد مصانع ومرافق لوجستية، بل ستضم مراكز أبحاث متقدمة، ومناطق سكنية ذكية، ومنشآت ترفيهية متكاملة، ومراسي فاخرة. من المتوقع أن يجذب هذا المزيج العلماء، والمهندسين، والمستثمرين، والسياح المهتمين برؤية مستقبل التصنيع. الموقع العائم للمدينة يوفر فرصًا لا مثيل لها لتطوير السياحة البحرية والرياضات المائية والتعرف على النظم البيئية البحرية بطريقة مستدامة. المحللون الاقتصاديون يرون أن أوكسچون ليست مجرد مشروع بنية تحتية، بل هي محاولة لإعادة تشكيل سلاسل الإمداد العالمية. قدرتها على تجميع خطوط الإنتاج والموانئ ومراكز التوزيع في مكان واحد، مدعومة بالذكاء الاصطناعي وتقنية البلوك تشين لإدارة الخدمات اللوجستية، ستجعلها منافسًا قويًا لأقدم وأعرق الموانئ العالمية. التحديات التي تواجه المشروع ضخمة، خاصة فيما يتعلق بالبناء على الماء وضمان استقرار الهياكل الضخمة في مواجهة العوامل الجوية، بالإضافة إلى الحاجة إلى جذب الكفاءات العالمية للعيش والعمل في هذا البيئة الصناعية المبتكرة. لكن المسؤولين في نيوم أشاروا إلى أنهم يعملون مع أفضل الشركات الهندسية العالمية المتخصصة في البناء البحري لضمان تنفيذ المشروع بأعلى معايير الأمان والجودة. ومن المتوقع أن تبدأ المراحل التشغيلية الأولى للمدينة في أواخر عام 2026، مما يمنح الشركات العالمية فرصة البدء في حجز مساحاتها الصناعية والتجارية. في النهاية، أوكسچون تمثل قفزة جريئة نحو دمج الصناعة والتكنولوجيا والاستدامة في بيئة حضرية مستقبلية، وتؤكد على أن المملكة العربية السعودية تسعى لتكون نقطة مرجعية عالمية في تطوير المدن الذكية.
نيوم تعلن عن أوكسچون.. المدينة الصناعية العائمة التي ستُغيّر مفهوم الاستدامة واللوجستيات العالمية
سياحة 31 أكتوبر, 2025
استمع الي المقالة
        
        
        
        0:00
        
        
    
    
                                

 
                                     
                                     
                                    










