في خبر يُثير القلق في قطاع الاتصالات المتنقلة، أعلنت الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (GSMA)، المنظمة لمعرض المؤتمر العالمي للجوال (MWC)، عن إلغاء نسخة شنغهاي لعام 2025. هذا القرار يُعد ضربة كبيرة للمنطقة الآسيوية، ويُسلط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجه صناعة الاتصالات، خاصة في ظل التحولات الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة، بالإضافة إلى تزايد الاعتماد على الفعاليات الرقمية.
لطالما كان معرض MWC شنغهاي أحد أبرز الفعاليات في تقويم قطاع الاتصالات في آسيا، حيث يُوفر منصة للشركات لعرض أحدث ابتكاراتها في مجال الهواتف الذكية، شبكات الجيل الخامس (5G)، والتقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء. يُعزى قرار الإلغاء إلى عدة عوامل رئيسية:
- تحديات السوق الاقتصادية: يُواجه قطاع الاتصالات العالمية ضغوطًا اقتصادية، بما في ذلك تباطؤ النمو في بعض الأسواق الرئيسية، وارتفاع تكاليف البحث والتطوير، وتراجع الإنفاق الاستهلاكي في بعض المناطق. هذه العوامل تُؤثر على قدرة واستعداد الشركات الكبرى على المشاركة في المعارض الدولية الكبيرة.
- التغيرات الجيوسياسية والتجارية: التوترات التجارية والجيوسياسية المستمرة، خاصة بين الغرب والصين، تُؤثر على مشاركة الشركات الدولية في الفعاليات المقامة في الصين. قد تُفضل بعض الشركات التركيز على الأسواق المحلية أو الفعاليات في مناطق أخرى لتقليل المخاطر.
- نماذج الفعاليات الهجينة والرقمية: جائحة كوفيد-19 دفعت الصناعة لتبني نماذج فعاليات هجينة ورقمية. أصبحت الشركات تُفضل الاجتماعات الافتراضية والفعاليات الأصغر حجمًا والأكثر استهدافًا، مما يُقلل من الحاجة إلى التواجد المادي المكلف في المعارض الضخمة.
- تفضيل فعاليات أخرى: قد تكون بعض الشركات تُركز جهودها وميزانياتها على فعاليات MWC الأكبر في برشلونة، أو معارض تقنية أخرى أكثر تخصصًا.
يُثير إلغاء MWC شنغهاي 2025 تساؤلات حول مستقبل المعارض التجارية الكبرى، خاصة في ظل المشهد التكنولوجي المتغير باستمرار. فمع تزايد الاعتماد على التواصل الرقمي وسلاسل التوريد المعولمة المعقدة، تُعيد الشركات تقييم استراتيجياتها التسويقية ومشاركاتها في الفعاليات.
على الرغم من هذا الإلغاء، تُؤكد GSMA على التزامها بدعم قطاع الاتصالات في آسيا من خلال فعاليات ومبادرات أخرى. ومع ذلك، فإن غياب MWC شنغهاي سيترك فراغًا في تقويم الصناعة، وقد يدفع الشركات لاستكشاف طرق جديدة لعرض ابتكاراتها والتواصل مع شركائها وعملائها في المنطقة. يبقى السؤال هو ما إذا كان هذا الإلغاء يُشكل مؤشرًا على تحول أوسع في طبيعة المعارض التقنية الكبرى في المستقبل.














