دعم غير مسبوق من الرئيس السيسي لأصحاب الهمم.. وشيماء سامي تعلق: “نعيش عصرًا ذهبيًا”

رياضة

استمع الي المقالة
0:00

من الصدفة إلى العالمية”.. رحلة بطلة صنعت المستحيل

حصدت عشرات الميداليات في ثلاث رياضات مختلفة.. كيف حققت هذا الإنجاز؟

دعم غير مسبوق من الرئيس السيسي لأصحاب الهمم.. وشيماء سامي تعلق: “نعيش عصرًا ذهبيًا”.

في عالم الرياضة، هناك أبطال يصنعون مجدهم بإصرارهم وعزيمتهم، وتظل قصصهم ملهمة للأجيال القادمة. البطلة البارالمبية شيماء سامي واحدة من هؤلاء الأبطال الذين لم يعرفوا المستحيل، حيث استطاعت أن تحطم الأرقام القياسية وتحصد عشرات الميداليات في رياضات متعددة، لتصبح من أبرز رموز الرياضة البارالمبية في مصر والعالم. في هذا الحوار الحصري مع مجلة لايف، تحدثت شيماء سامي عن بداياتها، التحديات التي واجهتها، ودورها في إدخال رياضات جديدة لذوي الهمم في مصر، إلى جانب تطلعاتها المستقبلية.

– كيف كانت بدايتك في عالم الرياضة؟ ومتى أدركتِ أنكِ تمتلكين موهبة رياضية قادرة على المنافسة عالميًا؟

بدأت رحلتي في الرياضة بالصدفة، فلم أكن أعرف شيئًا عنها حتى شاهد والدي إعلانًا عن رياضات لذوي الإعاقة على التلفزيون، فأقنعني بتجربتها. بدأت في سن متأخرة نسبيًا، في السنة الثانية من الجامعة، ولكن بعد ستة أشهر فقط من التدريب، سجلت رقمًا عالميًا وانضممت إلى منتخب مصر، وشاركت في أول بطولة لي في دورة الألعاب الأفريقية 2003 بأبوجا، حيث حصلت على الميدالية الذهبية وحطمت رقمًا عالميًا. لم أكن أعتبر نفسي موهوبة في البداية، لكن الرياضة جعلتني أدرك إمكانياتي وقدرتي على تحقيق الإنجازات.

– ما الدافع الذي جعلكِ تختارين الرياضة كمسار لحياتك؟ وهل واجهتِ صعوبات في البداية؟

منذ صغري كنت أشعر بالاختلاف بسبب إعاقتي، وكنت أتساءل لماذا اختارني الله لهذه الحياة. لكن والديّ كانا دائمًا يشجعاني، ويؤكدان لي أن الله لا يخلق شيئًا سيئًا، بل يختارنا لرسالة معينة. في البداية لم أقتنع، لكن عندما دخلت عالم الرياضة، شعرت بأنني وجدت نفسي. الرياضة غيرت حياتي، من شخص كان يعاني من نظرات الشفقة إلى شخص لديه ثقة كبيرة في نفسه. بالطبع، لم يكن الطريق سهلًا، فقد واجهت الكثير من التحديات، لكن إصراري جعلني أتخطاها.

– المشاركة في ثلاث ألعاب بارالمبية مختلفة إنجاز غير مسبوق.. كيف تمكنتِ من تحقيق ذلك؟ وما التحديات التي واجهتها خلال هذه الرحلة؟

كانت تجربة المشاركة في ثلاث رياضات مختلفة مليئة بالتحديات. بدأت بألعاب القوى، حيث حققت معظم إنجازاتي الدولية والبارالمبية، ثم انتقلت إلى التنس الأرضي بعد حصولي على منحة تدريبية في أمريكا، حيث تعلمت هذه الرياضة على الكراسي المتحركة وأدخلتها إلى مصر. وبعد ذلك، بدأت في تجربة الريشة الطائرة وحققت فيها أكثر من 30 ميدالية دولية وأفريقية. كان من الصعب الموازنة بين هذه الرياضات، لكنني كنت أركز على واحدة في كل مرحلة، مما ساعدني على تحقيق النجاح.

– من بين ألعاب القوى، التنس الأرضي، والريشة الطائرة.. أي رياضة قريبة إلى قلبكِ ولماذا؟

كل رياضة تعلمت منها شيئًا مختلفًا. ألعاب القوى علمتني الصبر وسرعة اتخاذ القرار، التنس علمني الشغف وإخراج الطاقة السلبية، والريشة الطائرة جعلتني أتعلم كيف أكون سريعة في مساحة صغيرة. لكن الريشة الطائرة هي الأقرب إلى قلبي، لأنها الرياضة التي أكملت فيها مسيرتي حتى الآن وحققت فيها إنجازات كبيرة.

– هل هناك لحظة معينة في مسيرتكِ الرياضية تعتبرينها نقطة تحول؟

نعم، لحظة انضمامي إلى منتخب مصر بعد ستة أشهر فقط من التدريب. لم أكن أتوقع أن أصل إلى هذه المرحلة بهذه السرعة، لكنها كانت نقطة تحول جعلتني أؤمن بقدراتي وأقرر الاستمرار في الرياضة بكل قوتي.

– ما البطولة أو الإنجاز الذي تشعرين أنه الأغلى بالنسبة لكِ؟ ولماذا؟

كل بطولة لها قيمة خاصة، لكن أكثر إنجاز أشعر بالفخر به هو الميدالية العالمية التي حصلت عليها في ألعاب القوى عام 2013، لأنها حتى الآن لم تتمكن أي لاعبة مصرية أخرى من تحقيقها.

– كيف توفقين بين الرياضة والدراسة؟ وما هو مجال دراستكِ؟

كان الأمر صعبًا في البداية، لكنني تعلمت كيف أنظم وقتي بين التدريب والدراسة. تخصصت في إدارة الأعمال، وكان هذا المجال مفيدًا لي في مسيرتي الرياضية والإدارية لاحقًا.

– هل لديكِ هوايات أو اهتمامات أخرى بعيدًا عن الرياضة؟

نعم، أحب القراءة والسفر، كما أنني مهتمة بالمجال الإداري والتدريبي في الرياضة، وأسعى دائمًا لتطوير نفسي في هذا الجانب

– كيف ترين دعم الدولة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي لأصحاب الهمم في السنوات الأخيرة؟

الدعم الذي حصل عليه أصحاب الهمم في السنوات الأخيرة غير مسبوق، سواء من خلال القرارات الحكومية أو المبادرات الرئاسية. أصبح هناك اهتمام أكبر بالرياضة البارالمبية، وهو ما انعكس في توفير فرص أفضل للرياضيين ذوي الإعاقة.

– ما المبادرات أو القرارات التي شعرتِ أنها أحدثت فرقًا حقيقيًا في دعم الرياضيين البارالمبيين؟

أحد أهم القرارات كان مساواة مكافآت الأبطال البارالمبيين بالأبطال الأولمبيين، وهو اعتراف حقيقي بقيمة إنجازاتنا. كذلك، دعم الدولة لإنشاء المزيد من البطولات والمرافق الرياضية لذوي الإعاقة كان له تأثير كبير على تطور الرياضة البارالمبية في مصر.

– هل هناك رسالة تودين توجيهها للمجتمع حول أهمية دعم وتمكين أصحاب الهمم في مختلف المجالات؟

رسالتي هي أن أصحاب الهمم قادرون على تحقيق المعجزات إذا حصلوا على الفرصة المناسبة. نحتاج إلى تغيير نظرة المجتمع من الشفقة إلى التقدير والاحترام، لأننا نمتلك قدرات استثنائية تستحق الدعم.

– بعد تحقيقك لهذا الإنجاز الكبير، ما هي خططكِ المستقبلية في الرياضة؟ وهل هناك ألعاب أخرى تفكرين في خوضها؟

أخطط لمواصلة مسيرتي في الريشة الطائرة وتحقيق المزيد من الإنجازات العالمية. كما أنني أعمل على تطوير الرياضة البارالمبية في مصر من خلال التدريب والإدارة.

– هل لديكِ حلم معين تسعين لتحقيقه على المستوى الرياضي أو الشخصي؟

حلمي أن أحقق ميدالية بارالمبية جديدة لمصر، وأن أساهم في إنشاء أكاديمية لتدريب الرياضيين ذوي الإعاقة، بحيث تكون منصة لاكتشاف المواهب الجديدة.

– كيف تتمنين أن يكون مستقبل الرياضة البارالمبية في مصر؟ وما رسالتكِ للأجيال الجديدة من الرياضيين من أصحاب الهمم؟

أتمنى أن تستمر الرياضة البارالمبية في التطور وتحصل على مزيد من الاهتمام الإعلامي والدعم. رسالتي للأجيال الجديدة هي أن الإعاقة ليست نهاية الطريق، بل هي بداية لرحلة يمكن أن تكون مليئة بالنجاحات إذا امتلكوا الإرادة والإصرار.

– لو طُلب منكِ تقديم نصيحة لشخص يواجه تحديات مشابهة لما واجهتِه، ماذا ستقولين له؟

سأقول له: لا تستسلم أبدًا، أنت قادر على تحقيق أي شيء إذا آمنت بنفسك. التحديات ستظل موجودة، لكن النجاح يأتي لمن يواصل السعي رغم كل الصعوبات.

– أخيرًا، ما الكلمة التي تلخص رحلتكِ حتى الآن؟

“الإرادة”.. لأنها كانت سر نجاحي في كل خطوة.