العدسات السائلة تحسم سباق زووم الموبايلات.. الكشف عن تقنية جديدة تنهي عصر الكاميرات البارزة

في خطوة طال انتظارها من عمالقة صناعة الهواتف الذكية، كشفت شركة رائدة في مجال تكنولوجيا البصريات عن تطوير تقنية “العدسات السائلة” (Liquid Lens)، التي من المتوقع أن تُنهي إلى الأبد المشكلة المزمنة في تصميمات الهواتف الحديثة: بروز الكاميرات الخلفية (Camera Bumps). هذه العدسات الجديدة تستخدم كمية صغيرة جداً من سائل بصري يتم التحكم في شكله باستخدام تيار كهربائي خفيف، مما يسمح بتغيير نقطة التركيز (Focus) والتقريب (Zoom) بشكل فوري وسلس، ومحاكاة عمل عدسات الكاميرات الاحترافية الضخمة داخل مساحة صغيرة جداً. هذا الابتكار يمثل نهاية لـ “العدسات الصلبة” التقليدية التي تتطلب تحريك أجزاء ميكانيكية ضخمة لتحقيق التقريب البصري. التقنية الجديدة ليست مجرد حل جمالي؛ بل هي قفزة نوعية في جودة التصوير. العدسات السائلة لديها القدرة على توفير تقريب بصري مستمر (Continuous Optical Zoom)، وليس مجرد تقريب ثابت (مثل 2x أو 5x)، ما يتيح للمستخدمين التقاط صور بوضوح عالٍ مهما كانت درجة التقريب بين نقطتي البداية والنهاية. بالإضافة إلى ذلك، فإن سرعة التركيز التلقائي (Autofocus) في العدسات السائلة أسرع بكثير من العدسات الميكانيكية، مما يجعلها مثالية لتصوير الحركة وتصوير الفيديو الاحترافي. وقد بدأت بعض العلامات التجارية الكبرى في الصين بالفعل في دمج نسخ تجريبية من هذه العدسات في نماذجها الرائدة لعام 2026. الميزة الأهم لهذه التكنولوجيا هي قدرتها على تحسين تصوير الماكرو (Macro Photography). بدلاً من الحاجة إلى كاميرا ماكرو منفصلة ذات جودة منخفضة، يمكن للعدسة السائلة نفسها التبديل من التقريب اللانهائي إلى التركيز على مسافة ملليمترات قليلة أمام الكاميرا، مع الاحتفاظ بدقة العدسة الرئيسية. ومع ذلك، يواجه المصنعون تحديًا في دمج هذه التقنية مع أنظمة تثبيت الصورة البصرية (OIS)، بالإضافة إلى ضمان مقاومة السائل البصري للتغيرات الكبيرة في درجات الحرارة والضغط. التقارير تشير إلى أن الجيل الأول من الهواتف التي ستعتمد هذه التقنية بشكل كامل ستصل إلى الأسواق العالمية في الربع الثاني من العام المقبل. هذا التطور سيجعل الهواتف الذكية تتخلص نهائيًا من “جزر الكاميرا” البارزة، ويقدم دمجاً سلسًا للكاميرا داخل الجسم النحيف للجهاز، مما يُبشر بعصر جديد من تصميمات الموبايلات الأنيقة والفعالة بصرياً.