خطر التجاهل .. ماذا يحدث لجسمك لو تركت جرثومة المعدة دون علاج؟

 خطر التجاهل: ماذا يحدث لجسمك لو تركت جرثومة المعدة دون علاج؟

تُعد جرثومة المعدة، المعروفة علمياً باسم Helicobacter pylori أو H. pylori، واحدة من أكثر أنواع العدوى البكتيرية شيوعاً على مستوى العالم. يعيش هذا النوع من البكتيريا في البطانة المخاطية للمعدة، وتكمن خطورته في قدرته على التكيف مع البيئة الحمضية القاسية. إذا تم تجاهل هذه الجرثومة وتركها دون علاج، فإنها تبدأ سلسلة من الأضرار التي تتطور ببطء ولكن بثبات، وقد تهدد حياة المصاب على المدى الطويل.

 1. تآكل البطانة وظهور القرحة الهضمية

الضرر الأولي والأكثر شيوعاً الناتج عن تجاهل H. pylori هو تدمير بطانة المعدة والاثني عشر:

تدمير الطبقة الواقية: تنتج البكتيريا إنزيماً يسمى اليورياز (Urease)، الذي يحول اليوريا إلى أمونيا. تساعد الأمونيا البكتيريا على البقاء في البيئة الحمضية، لكنها في الوقت نفسه تضعف الطبقة المخاطية الواقية للمعدة.

القرحة الهضمية: هذا التآكل يجعل البطانة عرضة لهجوم الحمض المعدي نفسه، مما يؤدي إلى تكوّن قرحة المعدة أو قرحة الاثني عشر. تتسبب القرحة في آلام حادة ومزمنة في البطن، خاصة بين الوجبات أو أثناء الليل، وقد تؤدي إلى نزيف داخلي.

 2. التهاب المعدة المزمن (Chronic Gastritis)

تتسبب جرثومة المعدة في التهاب مزمن ومستمر في جدار المعدة. هذا الالتهاب لا يزول من تلقاء نفسه، بل يستمر في إحداث الضرر الخلوي. التهاب المعدة المزمن يمكن أن يؤدي إلى:

ضمور المعدة (Atrophic Gastritis): مع مرور الوقت، يمكن أن يتحول الالتهاب إلى حالة أكثر خطورة حيث تبدأ خلايا البطانة في التغير والضمور. هذا يقلل من إنتاج حمض المعدة والعوامل الأخرى الضرورية لامتصاص المغذيات، مثل فيتامين B12، مما قد يؤدي إلى فقر الدم الخبيث.

 3. زيادة خطر الإصابة بالسرطان

أخطر نتائج تجاهل جرثومة المعدة على الإطلاق هو الزيادة الكبيرة في خطر الإصابة بأورام خبيثة. تعتبر منظمة الصحة العالمية H. pylori من المواد المسرطنة من الدرجة الأولى.

سرطان المعدة: الالتهاب المزمن وضمور المعدة الناتج عن الجرثومة هما من العوامل الرئيسية لتطور سرطان المعدة (Gastric Cancer)، خاصة النوع المسمى Adenocarcinoma.

سرطان “مالت” (MALT Lymphoma): في حالات نادرة، يمكن أن تتسبب العدوى في تطور نوع من سرطان الغدد الليمفاوية النادر المرتبط بالأنسجة الليمفاوية المخاطية للمعدة.

 4. أعراض مزعجة وتأثير على الحياة اليومية

حتى قبل أن تتطور المضاعفات الخطيرة، فإن تجاهل الجرثومة يعني استمرار الأعراض المزعجة التي تؤثر على جودة الحياة، مثل الانتفاخ، التجشؤ المتكرر، الغثيان، وفقدان الشهية غير المبرر.

لذلك، يجب التأكيد على أن علاج جرثومة المعدة، والذي يتم غالباً باستخدام العلاج الثلاثي (مضاد حيوي مزدوج ومثبط لمضخة البروتون)، ليس مجرد علاج لأعراض عابرة، بل هو إجراء وقائي حاسم يمنع تطور الأمراض المزمنة والسرطانات المرتبطة بالمعدة.