أسباب وجع الكعب وطرق العلاج..خطوات نحو التخلص من الألم

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

أسباب وجع الكعب وطرق العلاج: خطوات نحو التخلص من الألم

يعتبر وجع الكعب من الشكاوى الشائعة التي تصيب الكثيرين، ويمكن أن تتراوح شدته من إزعاج خفيف إلى ألم شديد يعيق الحركة ويؤثر على جودة الحياة اليومية. يتأثر الكعب بضغط كبير أثناء المشي والجري والوقوف، مما يجعله عرضة لمجموعة متنوعة من المشاكل. فهم الأسباب الكامنة وراء هذا الألم هو الخطوة الأولى نحو العلاج الفعال والعودة إلى الأنشطة الطبيعية دون ألم.


أسباب شائعة لوجع الكعب

أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لوجع الكعب هو التهاب اللفافة الأخمصية (Plantar Fasciitis). هذه الحالة تحدث عندما تلتهب اللفافة الأخمصية، وهي رباط سميك يمتد على طول الجزء السفلي من القدم ويربط عظم الكعب بأصابع القدم. غالبًا ما يكون الألم أشد في الصباح عند الخطوات الأولى بعد الاستيقاظ، أو بعد فترات طويلة من الراحة، ويتحسن عادة مع الحركة ثم يعود بعد النشاط البدني المكثف.

سبب آخر شائع هو النتوء العظمي في الكعب (Heel Spur). هذا عبارة عن نمو عظمي صغير يبرز من عظم الكعب، وغالبًا ما يترافق مع التهاب اللفافة الأخمصية، لكنه ليس دائمًا هو السبب المباشر للألم. في بعض الأحيان، يمكن أن يكون النتوء موجودًا دون أن يسبب أي ألم على الإطلاق.

التهاب وتر أخيل (Achilles Tendinitis)، وهو التهاب الوتر الذي يربط عضلات الساق بعظم الكعب، يمكن أن يسبب أيضًا ألمًا في الجزء الخلفي من الكعب، خاصة أثناء أو بعد ممارسة الرياضة. يمكن أن يؤدي الإجهاد المتكرر أو زيادة النشاط البدني بشكل مفاجئ إلى هذه الحالة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون الألم ناتجًا عن متلازمة نفق الكاحل (Tarsal Tunnel Syndrome)، وهي حالة يحدث فيها ضغط على العصب الظنبوبي الخلفي في منطقة الكاحل، مما يسبب ألمًا وخدرًا ووخزًا في الكعب وأسفل القدم. الأسباب الأقل شيوعًا تشمل الكسور الإجهادية في عظم الكعب، أو التهاب الأوتار الأخرى المحيطة بالكاحل.


طرق علاج وجع الكعب

يعتمد علاج وجع الكعب على السبب الكامن وراءه، ولكن هناك العديد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتخفيف من الألم. الراحة هي أول خطوة مهمة؛ تجنب الأنشطة التي تزيد الألم، خاصة الوقوف أو المشي لفترات طويلة. استخدام الكمادات الباردة على الكعب لمدة 15-20 دقيقة عدة مرات في اليوم يمكن أن يساعد في تقليل الالتهاب والألم.

تُعد التمارين الرياضية والإطالات المخصصة للقدم والساق ضرورية. إطالات اللفافة الأخمصية وعضلات الساق الخلفية يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر وتحسين المرونة. يمكن لأخصائي العلاج الطبيعي تقديم إرشادات حول التمارين الصحيحة.

الأحذية المناسبة تلعب دورًا حيويًا. يجب ارتداء أحذية داعمة توفر تبطينًا جيدًا للكعب وقوس القدم، وتجنب الأحذية المسطحة أو ذات الكعب العالي. قد يوصي الطبيب بـدعامات تقويم العظام (Orthotics) مخصصة أو جاهزة للمساعدة في توزيع الضغط على القدم بشكل صحيح وتوفير الدعم اللازم.

في بعض الحالات، قد يصف الطبيب مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لتخفيف الألم والالتهاب. حقن الكورتيكوستيرويدات قد تكون خيارًا للمساعدة في تخفيف الالتهاب الشديد، ولكنها عادة ما تُستخدم بحذر بسبب آثارها الجانبية المحتملة. في الحالات الشديدة والمستعصية التي لا تستجيب للعلاجات التحفظية، قد يتم اللجوء إلى الجراحة كخيار أخير، لكن هذا نادر الحدوث.

من الضروري استشارة الطبيب لتشخيص السبب الدقيق لوجع الكعب وتلقي خطة علاج مناسبة. التدخل المبكر يمكن أن يمنع تفاقم الحالة ويسرع من عملية الشفاء. هل تعاني من وجع الكعب وتبحث عن حل؟