متى يصبح تساقط الشعر مؤشرًا على مشكلة صحية داخلية؟
تساقط الشعر هو جزء طبيعي من دورة حياة الشعر؛ فمن الطبيعي أن يفقد الشخص ما بين 50 إلى 100 شعرة يوميًا. لكن عندما يتجاوز التساقط هذا المعدل بشكل ملحوظ، أو يُلاحظ ترققًا واضحًا في الشعر، أو ظهور بقع صلعاء، فقد يكون ذلك علامة تحذيرية على وجود مشكلة صحية كامنة تتطلب الاهتمام.
ليس كل تساقط شعر مدعاة للقلق، ولكن فهم متى يُشير إلى مشكلة صحية داخلية يمكن أن يساعد في التشخيص المبكر والعلاج الفعال.
متى يكون تساقط الشعر طبيعيًا؟
- الدورة الطبيعية للشعر: كل شعرة تمر بثلاث مراحل: النمو، الانتقال، والراحة، ثم التساقط لتنمو شعرة جديدة.
- التساقط اليومي العادي: فقدان ما يصل إلى 100 شعرة يوميًا يُعتبر أمرًا طبيعيًا ولا يدعو للقلق.
- بعد الحمل أو التوقف عن حبوب منع الحمل: تُعاني العديد من النساء من تساقط شعر مؤقت بعد التغيرات الهرمونية الكبيرة.
علامات تدل على أن تساقط الشعر يشير لمشكلة صحية:
عندما يُصبح تساقط الشعر غير عادي أو مصحوبًا بأعراض أخرى، فقد يكون الوقت قد حان لاستشارة الطبيب. إليك أبرز العلامات التي تُشير إلى وجود مشكلة صحية:
- تساقط الشعر المفاجئ والشديد (Telogen Effluvium): إذا لاحظت تساقطًا كثيفًا للشعر بشكل مفاجئ، لدرجة أن خصلات كبيرة من الشعر تتساقط عند التمشيط أو الاستحمام، فقد يكون ذلك بسبب صدمة جسدية أو نفسية شديدة. هذه الصدمة تدفع عددًا كبيرًا من بصيلات الشعر إلى مرحلة الراحة مبكرًا. تشمل الأسباب الشائعة:
- الإجهاد البدني أو العاطفي الشديد: مثل العمليات الجراحية الكبرى، الأمراض المزمنة، الولادة، أو فقدان عزيز.
- الحميات الغذائية القاسية: نقص التغذية المفاجئ.
- بعض الأدوية: مثل مضادات الاكتئاب، مميعات الدم، أو أدوية علاج السرطان (العلاج الكيماوي).
- بقع الصلع الدائرية أو غير المنتظمة (Alopecia Areata): ظهور بقع صلعاء ناعمة ومستديرة أو بيضاوية الشكل في فروة الرأس أو أي جزء آخر من الجسم (مثل اللحية أو الحواجب). هذا النوع من تساقط الشعر يُعتبر مرضًا من أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي بصيلات الشعر عن طريق الخطأ.
- ترقق الشعر العام مع أعراض أخرى (مشاكل الغدة الدرقية): تُعتبر الغدة الدرقية المنظم الرئيسي لعمليات الأيض في الجسم. سواء كانت الغدة الدرقية خاملة (قصور الغدة الدرقية) أو مفرطة النشاط (فرط نشاط الغدة الدرقية)، يمكن أن يؤثر ذلك على صحة الشعر ويُسبب ترققًا عامًا أو تساقطًا. غالبًا ما تُصاحب هذه الحالة أعراض أخرى مثل:
- التعب والإرهاق الشديد.
- تغيرات في الوزن.
- تقلبات المزاج.
- جفاف الجلد.
- تساقط الشعر مصحوبًا بطفح جلدي أو حكة أو تقشر في فروة الرأس (الالتهابات والفطريات): قد يكون تساقط الشعر بسبب التهاب فطري في فروة الرأس (سعفة الرأس)، أو التهاب جلدي مثل الصدفية أو الأكزيما. هذه الحالات تُسبب تساقط الشعر في المناطق المصابة وقد تُسبب تقشرًا، احمرارًا، أو حكة شديدة.
- ترقق الشعر وزيادة شعر الجسم والوجه (خلل هرموني – متلازمة تكيس المبايض): بالنسبة للنساء، قد يُشير ترقق الشعر في فروة الرأس، خاصة في منطقة الفرق، مصحوبًا بزيادة نمو الشعر في الوجه والجسم، إلى اختلال هرموني. أشهر مثال على ذلك هو متلازمة تكيس المبايض (PCOS)، التي تُسبب مستويات عالية من الأندروجينات (الهرمونات الذكورية).
- تساقط الشعر مع التعب والضعف وشحوب الوجه (نقص الحديد أو الفيتامينات): نقص الحديد (فقر الدم) هو أحد الأسباب الشائعة لتساقط الشعر. يلعب الحديد دورًا حيويًا في توصيل الأكسجين إلى بصيلات الشعر. كما أن نقص الفيتامينات والمعادن الأخرى مثل الزنك، فيتامين D، أو البيوتين يمكن أن يُؤثر على صحة الشعر ويُسبب تساقطه.
- تساقط الشعر ووجود قشور زيتية على فروة الرأس (التهاب الجلد الدهني الشديد): يُمكن أن يُسبب التهاب الجلد الدهني الشديد (Seborrheic Dermatitis) قشورًا سميكة وزيتية على فروة الرأس، وحكة، والتهابًا قد يؤدي إلى تساقط الشعر في المناطق المتأثرة.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا لاحظت أيًا من الأعراض المذكورة أعلاه، أو إذا كان تساقط الشعر لديك:
- مفاجئًا وشديدًا.
- مصاحبًا لأعراض أخرى غير مفسرة.
- يُسبب بقعًا صلعاء.
- لا يتحسن مع العناية المنزلية.
فمن الضروري استشارة طبيب عام أو طبيب جلدية. يمكن للطبيب إجراء الفحوصات اللازمة، مثل تحاليل الدم، لتحديد السبب الجذري لتساقط الشعر ووضع خطة علاج مناسبة.
الخلاصة: لا يجب تجاهل تساقط الشعر غير المعتاد، فهو قد يكون بمثابة إشارة من جسمك بأن هناك شيئًا ما ليس على ما يرام. من خلال الانتباه إلى هذه العلامات وطلب المشورة الطبية في الوقت المناسب، يمكنك معالجة المشكلة الأساسية واستعادة صحة شعرك ورفاهيتك بشكل عام.
