حقيقة تأجيل موعد افتتاح المتحف المصري الكبير: توترات إقليمية تؤجل الحلم
لطالما كان المتحف المصري الكبير (GEM) مشروعًا طموحًا ينتظره العالم بأسره، يجسد عظمة الحضارة المصرية القديمة ويعد بتقديم تجربة متحفية غير مسبوقة. ومع اقتراب الموعد المقرر لافتتاحه الرسمي في 3 يوليو 2025، صدر قرار بتأجيل هذا الحدث الضخم إلى الربع الأخير من العام نفسه، مما أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار.
تأكيد رسمي وأسباب معلنة:
أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، رسميًا تأجيل الافتتاح الكبير للمتحف. وقد أوضحت وزارة السياحة والآثار المصرية أن هذا القرار جاء في ضوء “تطورات الأحداث الإقليمية الراهنة” التي تشهدها المنطقة. بمعنى أدق، فإن تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة، بما في ذلك الصراع المستمر في غزة وتداعياته على الأمن الإقليمي، هو السبب الرئيسي وراء هذا التأجيل.
وأكد المتحدث باسم مجلس الوزراء أن الهدف من التأجيل هو “إخراج الفعالية بشكل أفضل” وضمان أن يتم الافتتاح في “أجواء مناسبة” تليق بحجم هذا الحدث العالمي الذي كان من المقرر أن يحضره عدد كبير من رؤساء وملوك الدول. فإقامة احتفالية بهذا الحجم تتطلب استقرارًا إقليميًا وبيئة آمنة لضمان مشاركة دولية واسعة تليق بمكانة المتحف.
الافتتاح التجريبي مستمر:
من المهم التأكيد أن تأجيل الافتتاح الرسمي لا يعني توقف نشاط المتحف بشكل كامل. فالمتحف المصري الكبير يواصل استقبال زائريه في إطار ما يُعرف بـ “الافتتاح التجريبي”. هذا يعني أن أجزاء معينة من المتحف، مثل البهو الرئيسي والدرج العظيم وبعض قاعات العرض، لا تزال مفتوحة للجمهور. هذه المرحلة التجريبية تهدف إلى اختبار جاهزية الموقع وتجربة الزوار قبل الافتتاح الكامل.
تاريخ من التأجيلات:
تاريخ مشروع المتحف المصري الكبير نفسه شهد عدة تأجيلات منذ بدء العمل عليه. وقد تسببت تحديات تمويلية، وتعقيدات لوجستية تتعلق بنقل وعرض آلاف القطع الأثرية، بالإضافة إلى جائحة كوفيد-19، في تأخير موعد الافتتاح أكثر من مرة. ومع ذلك، كان الترقب هذه المرة يبلغ ذروته مع اقتراب الموعد المحدد في يوليو 2025.
أهمية المتحف وتأثير التأجيل:
المتحف المصري الكبير ليس مجرد متحف، بل هو مشروع قومي يهدف إلى تعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية وثقافية عالمية. يضم المتحف أكبر مجموعة آثار لحضارة واحدة في العالم، بما في ذلك مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة التي ستعرض لأول مرة بشكل متكامل. لذا فإن تأجيل الافتتاح الرسمي، بالرغم من تفهمه لأسباب أمنية وجيوسياسية، قد يؤثر على الخطط السياحية لبعض الزوار الذين كانوا يطمحون لحضور هذا الحدث التاريخي.