تحديث جديد يعيد تشكيل البحث الذكي من جوجل

يشهد عالم التكنولوجيا اليوم موجة جديدة من التغييرات التي تعيد رسم شكل البحث الرقمي بعد إعلان جوجل عن إطلاق تحديث ضخم لمنظومة Google Search، يعتمد بشكل كامل على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ويعدّ الأكبر منذ أكثر من عشر سنوات. ويأتي هذا التطوير استجابة لتوسع استخدام الذكاء الاصطناعي عالميًا وتغير سلوك المستخدمين الذين أصبحوا يبحثون عن إجابات مباشرة وتفصيلية بدلًا من الروابط التقليدية.

التحديث الجديد، الذي بدأ طرحه تدريجيًا حول العالم، يعتمد على ما أطلقت عليه الشركة اسم “Search Generative Experience – SGE”، وهي تجربة بحث مدعومة بالذكاء الاصطناعي تقدّم ملخصات فورية، مقارنات، خطوات تنفيذية، وتحليلات عميقة لنفس السؤال الذي يكتبه المستخدم، دون الحاجة لفتح عدة صفحات.

تجربة بحث أقرب للمساعد الشخصي

يوفر النظام الجديد شكلًا من “البحث الحواري” حيث يمكن للمستخدم متابعة الأسئلة بطريقة متسلسلة “تشبه المحادثة”، فيسأل عن موضوع، ثم يطلب توضيحًا أو مقارنة أو إضافة تفاصيل، دون إعادة كتابة السؤال بالكامل. هذه القدرة تحوّل تجربة البحث إلى نقاش متواصل بين المستخدم ومحرك البحث.

كما أعلنت جوجل أن هذه التجربة ستتيح استخراج النصوص من الصور والفيديوهات، وتحليل المستندات، مع تقديم إجابات مبنية على مصادر موثوقة يتم عرضها تحت الإجابة مباشرة.

تحسينات للأعمال التجارية

التحديث لا يخدم الأفراد فقط، بل يفتح أبوابًا جديدة أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة. فقد أضافت جوجل إمكانية تحليل المنتجات، مقارنة الأسعار، عرض تقييمات المتاجر، وتقديم توصيات مخصصة حسب الموقع الجغرافي وسلوك المستخدم الشرائي.

على سبيل المثال، عند البحث عن “أفضل لابتوب للألعاب تحت 30 ألف جنيه”، لن يعرض لك الروابط فقط، بل سيقدم قائمة جاهزة تشمل:

• أهم المواصفات

• الأسباب وراء الترشيح

• الفروقات بين الطرازات

  

• أماكن الشراء

• متوسط الأسعار

كل ذلك دون مغادرة صفحة البحث.

تأثير التحديث على صناع المحتوى

يعيد هذا التطوير فتح نقاش واسع بين صناع المحتوى حول تأثير الذكاء الاصطناعي على حركة الزيارات لمواقع الويب. فبما أن المستخدم سيحصل على أغلب المعلومات مباشرة في صفحة البحث، قد تتراجع زيارات المواقع بنسبة قد تصل إلى 40% وفق تقديرات بعض المحللين.

في الوقت نفسه، أكدت جوجل أنها تحرص على دعم المحتوى الأصلي عالي الجودة، وأن ملخصات SGE تستند دائمًا إلى مصادر موثوقة، مع إبراز الروابط لضمان وصول المستخدمين إلى المواقع الأساسية.

توسع عالمي خلال أسابيع

أوضحت جوجل أن التحديث سيتم ربطه بعدد من اللغات عالميًا على مراحل، مع تطوير خاص لدعم اللغة العربية بشكل دقيق، خاصة في المجالات:

• التعليم

• التجارة الإلكترونية

• البحث العلمي

• الصحة

• الأخبار العاجلة

وتشير تقارير داخلية إلى أن جوجل تعمل أيضًا على دمج إمكانيات تحليل الصوت والفيديو مباشرة داخل صفحة البحث خلال المرحلة الثانية من التحديث.

توقعات المستقبل

يتوقع الخبراء أن تفتح هذه الخطوة الباب لمنافسة قوية بين جوجل وبين محركات أخرى بدأت بالفعل في تبني الذكاء الاصطناعي، مثل بينغ المدعوم من OpenAI، إلى جانب منصات جديدة تعتمد على الإجابة التفاعلية بدلًا من البحث التقليدي.

ويرى محللون أن تجربة المستخدم ستصبح خلال عامين من الآن متكاملة بالكامل، حيث سيعتمد المستخدم على محرك بحث واحد لإدارة المعلومات، التخطيط، المشتريات، والمهام اليومية، تمامًا كما يفعل مع المساعد الشخصي.