ليس كل “تان” جميلًا: لماذا يُضر التسمير المفرط بجلدك ويُسرع الشيخوخة؟
في فصل الصيف، تسعى الكثيرات للحصول على لون بشرة برونزي جذاب من خلال “التان” (Tanning)، اعتقادًا منهن أنه يمنحهن مظهرًا صحيًا وجذابًا. ومع أن الحصول على لمسة من اللون الذهبي قد يبدو مغريًا، إلا أن المبالغة فيه أو عدم اتباعه بإجراءات وقائية يُشكل خطرًا حقيقيًا على صحة الجلد على المدى القصير والطويل.
ليست كل “موضة” تستحق التقليد، وفي حالة التسمير المفرط، فإنها تأتي بتكلفة صحية باهظة تُعرض الجلد للشيخوخة المبكرة، والتلف، وفي أسوأ الأحوال، السرطان.
كيف يتسبب “التان” في تلف جلدك؟
تعتمد عملية التسمير على تعريض الجلد للأشعة فوق البنفسجية (UV) التي تأتي من الشمس أو من أسرّة التسمير الصناعي. كرد فعل، تُنتج خلايا الجلد صبغة الميلانين لحماية نفسها من هذه الأشعة. اللون البرونزي الذي تحصلين عليه هو في الواقع علامة على أن جلدك قد تعرض للتلف.
هذا التلف يتسبب في مشكلات خطيرة:
- الشيخوخة المبكرة (Photoaging): تُعد الأشعة فوق البنفسجية هي المسبب الأول لظهور علامات الشيخوخة على الجلد. تُدمر هذه الأشعة ألياف الكولاجين والإيلاستين، وهما البروتينان المسؤولان عن مرونة الجلد وشبابه. مع تدمير هذه الألياف، يبدأ الجلد في الترهل، وتظهر عليه التجاعيد والخطوط الدقيقة والبقع الداكنة في سن مبكرة.
- حروق الشمس (Sunburns): التعرض المفرط للشمس دون حماية كافية يؤدي إلى حروق الشمس المؤلمة التي تسبب احمرارًا وتورمًا وتقشرًا للجلد. تكرار حروق الشمس يزيد من خطر الإصابة بالسرطان بشكل كبير.
- تثبيط الجهاز المناعي: يُمكن أن يُضعف التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية من استجابة الجهاز المناعي في الجلد، مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات والعدوى.
- تلف الحمض النووي (DNA) وسرطان الجلد: هذه هي أخطر نتيجة للتسمير المفرط. تُسبب الأشعة فوق البنفسجية طفرات في الحمض النووي لخلايا الجلد. عندما تتراكم هذه الطفرات، يُمكن أن تُؤدي إلى نمو غير طبيعي للخلايا، مما يُسبب أنواعًا مختلفة من سرطان الجلد، مثل الورم الميلانيني (Melanoma)، وهو أخطر أنواع سرطان الجلد وأكثرها فتكًا.
بدائل آمنة للحصول على لون برونزي
إذا كنتِ ترغبين في الحصول على لون برونزي دون تعريض جلدك للخطر، يمكنكِ اللجوء إلى البدائل الآمنة التالية:
- مستحضرات التسمير الذاتي (Self-Tanning Lotions): تعمل هذه المستحضرات عن طريق صبغة طبيعية تُسمى ديهيدروكسي أسيتون (DHA)، التي تتفاعل مع خلايا الجلد الميتة على السطح وتمنحها لونًا برونزيًا مؤقتًا. هذه الطريقة آمنة تمامًا ولا تُسبب أي ضرر للجلد.
- البخاخات أو “تان” الرش (Spray Tans): هي طريقة احترافية تمنح لونًا موحدًا وطبيعيًا في دقائق معدودة، وتُستخدم فيها نفس المادة الفعالة الموجودة في مستحضرات التسمير الذاتي.
- استخدام مستحضرات التسمير مع واقي الشمس: إذا كنتِ مصممة على التعرض للشمس، يجب استخدام واقي شمسي (Sunscreen) بمعامل حماية (SPF) لا يقل عن 30، وإعادة وضعه كل ساعتين. هناك زيوت وكريمات تسمير تحتوي على واقي شمسي لحماية الجلد من الحروق، ولكنها لا تمنع التلف الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية.
نصائح أساسية لحماية جلدك في الصيف
- استخدمي واقي الشمس يوميًا: ضعيه على جميع المناطق المكشوفة من الجلد قبل 15-30 دقيقة من الخروج.
- ارتدي ملابس واقية: استخدمي قبعات واسعة الحواف، ونظارات شمسية، وملابس طويلة الأكمام للحماية من الشمس.
- تجنبي ساعات الذروة: حاولي تجنب التعرض المباشر للشمس بين الساعة 10 صباحًا و4 عصرًا.
- رطبي بشرتك: استخدمي مرطبات ما بعد التعرض للشمس لتهدئة البشرة وتغذيتها.
الخلاصة: لا يستحق المظهر الجمالي المؤقت المخاطرة بصحة جلدك على المدى الطويل. التسمير المفرط ليس علامة على الصحة، بل هو دليل على التلف الذي يحدث على المستوى الخلوي. من خلال تبني عادات صحية لحماية الجلد واللجوء إلى بدائل التسمير الآمنة، يمكنكِ الحفاظ على بشرتك شابة، صحية، وجميلة، دون تعريضها لخطر الشيخوخة المبكرة أو السرطان.