تشهد مصر هذا العام تحولًا مهمًا في قطاع النقل، بعد زيادة ملحوظة جدًا في مبيعات السيارات الكهربائية. وفق تصريحات مسؤولين من شعبة الطاقة النظيفة بالغرفة التجارية، من المتوقع أن ترتفع مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة تصل إلى 300٪ بحلول نهاية 2025.
السبب الرئيسي وراء هذا النمو يعود إلى ارتفاع أسعار البنزين، مما دفع عددًا كبيرًا من المواطنين للبحث عن بديل أنظف وأقل تكلفة على المدى الطويل.
من ناحية أخرى، تتوقع تقارير محلية أن يصبح هناك حوالي 22.4 ألف سيارة كهربائية مرخّصة في السوق المصري بحلول نهاية 2025، مقارنة بعدد أقل حاليًا، وذلك بحسب تحليلات بعض المتعاملين في الصناعة.
هذا النمو مدعوم أيضًا بخطط توسعية لإنشاء محطات شحن أكثر في أنحاء مختلفة من الجمهورية، ما يسهل على مستخدمي EV شحن سياراتهم بسهولة أكبر.
أما من جهة الماركات، فهناك توجه واضح نحو دخول علامات جديدة قوية للسوق المحلي، مثل BYD، فولكس فاجن، تسلا، مرسيدس، شاومي وغيرها، الأمر الذي يزيد من تنوع الخيارات أمام المشترين ويزيد من تنافسية السوق.
كما أن التحسين في البنية التحتية للبطاريات وتقدم تكنولوجيا البطاريات يُعد من العوامل التي تُسهم في خفض تكلفة التشغيل للسيارات الكهربائية، ما يجعلها خيارًا أكثر جاذبية على المدى البعيد.
مع هذا النمو الكبير، فإن هناك تأثيرات إيجابية محتملة على البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الضارة، وكذلك انخفاض الاعتماد على الوقود الأحفوري. من المتوقع أن يكون لهذا التحول أثر اقتصادي مهم، خصوصًا إذا تزايد عدد مستخدمي EV، لأن الطلب الأكبر سيشجّع الاستثمار في محطات الشحن والبنية التحتية المرتبطة.
لكن، التحدي الأكبر يبقى في مدى سرعة توسع شبكة الشحن داخل جميع المناطق، خاصة في المدن البعيدة. إذا لم يتم تحقيق هذا التوسع بكفاءة، قد يواجه بعض المستخدمين صعوبات في استخدام سياراتهم الكهربائية يوميًا. كما أن الأسعار المرتفعة لبعض الطرز الكهربائية لا تزال تشكل عائقًا للبعض، خاصة من الطبقات المتوسطة.
في المقابل، يشير خبراء إلى أن الحكومة والقطاع الخاص لديهم فرصة كبيرة لاستثمار هذا الطلب في مشاريع صديقة للبيئة. إذا تم دعم هذه الاتجاهات ببرامج تحفيز (مثل خصومات ضريبية، دعم الشحن، أو قروض ميسّرة)، فإن مصر قد تصبح واحدة من الدول الرائدة في التنقّل الكهربائي في المنطقة.
إذا استمر هذا النمو بهذا الشكل، فإن نتائج 2025 قد تكون علامة فارقة في تاريخ الصناعة المحلية للسيارات، وتمهيدًا لمستقبل يعتمد بدرجة كبيرة على النقل الكهربائي كمكون أساسي للاستدامة.














