في خطوة تُجسد التحول نحو الاقتصاد الأخضر، أعلنت وزارة البيئة المصرية في أكتوبر 2025 عن بدء التشغيل التجريبي لأول محطة وطنية لتحويل النفايات إلى طاقة كهربائية، وذلك في منطقة أبو رواش بمحافظة الجيزة، بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربي، ومحافظة الجيزة، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة.
المحطة الجديدة تُعد الأولى من نوعها في مصر، وتُحول أكثر من 1200 طن من المخلفات الصلبة يوميًا إلى طاقة كهربائية تكفي لتغذية أكثر من 20 ألف وحدة سكنية، باستخدام تقنيات الحرق الآمن، ومعالجة الانبعاثات، وفقًا للمعايير البيئية الأوروبية.
الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أكدت أن المشروع يُمثل نقلة نوعية في إدارة المخلفات، ويُسهم في تقليل الاعتماد على المدافن الصحية، وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وأضافت أن المحطة تُعد نموذجًا للتكامل بين البيئة والطاقة، وتُجسد التزام مصر باتفاقيات المناخ الدولية.
المشروع تم تنفيذه بالشراكة مع شركة “GreenTech Egypt”، وبتكلفة إجمالية بلغت 1.2 مليار جنيه، منها 40% تمويل حكومي، و60% تمويل من القطاع الخاص، ويُدار بنظام BOT لمدة 25 عامًا، قبل أن تنتقل ملكيته بالكامل إلى الدولة.
من أبرز مكونات المحطة:
- وحدة فرز آلي لفصل المواد العضوية عن البلاستيكية والمعدنية
- نظام حرق حراري مغلق مزود بمرشحات كربونية لاحتجاز الغازات الضارة
- توربينات بخارية لتحويل الطاقة الحرارية إلى كهرباء
- وحدة مراقبة بيئية لحظية مرتبطة بوزارة البيئة لرصد الانبعاثات
كما تم تدريب أكثر من 300 مهندس وفني على تشغيل وصيانة المحطة، بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع، التي ساهمت في تصنيع بعض المكونات محليًا، مما يُعزز من توطين التكنولوجيا الخضراء في مصر.
الخبراء في الاقتصاد الأخضر يرون أن المشروع يُعد خطوة استراتيجية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة الهدف السابع المتعلق بالطاقة النظيفة، والهدف الثاني عشر الخاص بالإنتاج والاستهلاك المسؤول. كما أنه يُسهم في خلق فرص عمل جديدة، وتحسين جودة الحياة في المناطق المحيطة.
في السياق نفسه، أعلنت وزارة التنمية المحلية عن خطة لتكرار النموذج في خمس محافظات أخرى خلال عام 2026، تشمل الإسكندرية، الشرقية، المنيا، الأقصر، وأسوان، بهدف تحويل 20% من المخلفات البلدية إلى طاقة بحلول 2030.
المواطنون في المناطق المجاورة للمحطة أبدوا ارتياحهم للتجربة، خاصة بعد إزالة أكثر من 50 ألف طن من التراكمات التاريخية، وتحسن جودة الهواء، وانخفاض معدلات الحشرات والروائح الكريهة.
في النهاية، محطة تحويل النفايات إلى طاقة تُعد نموذجًا عمليًا للتحول البيئي في مصر، وتُعزز من قدرة الدولة على بناء اقتصاد أخضر مستدام، يُوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على الموارد الطبيعية.














