شهدت مصر بداية قوية لسنة 2025 في سوق ريادة الأعمال، حيث أعلنت جهات رسمية أن الشركات الناشئة المحلية استقطبت نحو 228 مليون دولار من التمويلات والأسهم والدين خلال الفترة من يناير إلى مايو.
العدد ده بيضم 16 صفقة معلنة، منها 11 صفقة تم الإعلان عن قيمتها التي وصلت إلى حوالي 156 مليون دولار.
الارتفاع الملحوظ في التمويل كان نتيجة لبعض العوامل المحفّزة، وعلى رأسها تحسّن المناخ الاستثماري، والسياسات الحكومية الداعمة لرواد الأعمال، مع وجود تركيز أكبر على الشركات التي تعمل في مجالات التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، الخدمات المالية الرقمية، التحليلات، والتصنيع التقني.
في تقرير صادر عن منصة “Business Beat24” و“TechWithMuchiri” أشير إلى أن مصر وحدها شكلت حوالي 31% من إجمالي تمويل الشركات الناشئة في إفريقيا خلال 2025 حتى مايو، بمبلغ يقارب 330 مليون دولار عبر 16 صفقة، ما يشير إلى نمو بنسبة حوالي 130% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
وعليه، يبدو أن السوق المصري بقى محط اهتمام المستثمرين العالميين، خصوصًا في المجالات التقنية العميقة (DeepTech) والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
من أبرز الأمثلة على الاتجاه ده: إطلاق صندوق استثماري من Aria Ventures بقيمة 50 مليون جنيه مصري (حوالي 1.7 مليون دولار) لدعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المتقدمة خلال الفترة 2025-2026، مع خطة لتوسيع الصندوق إلى نحو 200 مليون جنيه خلال السنوات القادمة.
الصندوق ده بيستهدف مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، النانو-تكنولوجيا، والأتمتة الصناعية — وهي المجالات اللي الحكومة المصرية حطتها ضمن أولوياتها ضمن استراتيجية الــ AI 2025-2030.
لكن التحديات ما زالت موجودة. أحدها هو أن كثير من الشركات الناشئة محتاجة ما أكثر من التمويل، وهي محتاجة خبرة تصدير، حماية ملكية فكرية، وبُنية تحتية تشكّل قاعدة انطلاق للتوسع. الجهات المختصة قالت إنها شغالة على هذه الملفات لضمان استدامة النمو، مش بس زيادة عدد الشركات.
في رأي الخبراء، موفق تحقيق هذا الحجم من التمويل هو مؤشر واضح على أن مصر ممكن تتحول بسرعة إلى مركز إقليمي لرواد الأعمال والتكنولوجيا. مع استمرار هذا الزخم، من المتوقع أن يُفتح الباب أمام المزيد من الشراكات الدولية، وتصدير حلول تكنولوجية مصرية للعالم، خاصة في قطاعات مثل الصحة الرقمية، الزراعة الذكية، والخدمات المالية.














