شهدت مصر خلال صيف 2025 انتعاشًا غير مسبوق في حركة السياحة الداخلية، بعد سنوات من التركيز على السياحة الخارجية أو الاعتماد على المقاصد التقليدية فقط مثل الغردقة وشرم الشيخ. المفاجأة هذا العام كانت بروز مدن ساحلية جديدة لم تكن تحظى بالاهتمام الكافي من قبل، مثل الجلالة، العلمين الجديدة، ورأس سدر، كمقاصد أولى للسياحة الداخلية، خاصة مع تطور البنية التحتية وظهور منتجعات حديثة بأسعار تنافسية.
الأسباب وراء الطفرة السياحية هذا الصيف:
-
تحسن البنية التحتية والمرافق السياحية:
افتتاح طرق جديدة مثل طريق السخنة – الجلالة، والربط بين المدن الساحلية بالشبكة الجديدة من القطارات السريعة، سهلت الوصول للمدن الناشئة وأصبحت رحلة اليوم الواحد ممكنة وسريعة.
-
العروض الترويجية الضخمة:
شركات السياحة المصرية قدمت عروضًا قوية على الرحلات الداخلية، شاملة الإقامة والانتقالات بأسعار تبدأ من 850 جنيهًا لليلة، وهو ما جذب شريحة كبيرة من الشباب والعائلات.
-
الوعي المتزايد بأهمية استكشاف الوجهات المحلية:
المحتوى الرقمي ولوجات السفر التي صنعها المؤثرون على TikTok وInstagram شجعت فئة واسعة من المصريين على زيارة أماكن لم يكونوا يفكرون بها من قبل.
-
تطور الخدمات السياحية:
الفنادق والمطاعم والأنشطة الشاطئية تطورت بشكل ملحوظ، مع خدمات واي فاي مجانية، أنشطة ترفيهية، وأسعار مشروبات وأطعمة مناسبة.
أبرز الوجهات التي برزت في صيف 2025:
-
العلمين الجديدة: مدينة المستقبل كما يصفها البعض، تجمع بين الشاطئ الرائع والبنية التحتية الحديثة، واستضافت هذا الصيف مهرجانات موسيقية ضخمة وحفلات لفنانين عالميين مثل “DJ Tiësto” و”محمد حماقي”.
-
مدينة الجلالة: بطبيعتها الجبلية المدهشة ومياهها الفيروزية، أصبحت محطة رئيسية لمحبي الرياضات المائية والتخييم.
-
رأس سدر: عادت بقوة خاصة لمحبي الهدوء، وتقدم الآن منتجعات بستايل بوهيمي وسعر اقتصادي مناسب للطلاب والشباب.
دعم حكومي للمبادرة:
أطلقت وزارة السياحة حملة “اكتشف بلدك 2025″، والتي تهدف لتعزيز السياحة المحلية، وتشجيع المصريين على قضاء عطلتهم الصيفية داخل البلاد. وقد صرح الوزير أحمد عيسى بأن:
“السياحة الداخلية لا تقل أهمية عن الخارجية، وهي عنصر أساسي في الاقتصاد الوطني وفرص العمل.”
هل تستمر هذه الطفرة؟
مع استكمال مشروعات البنية التحتية وتحسين الخدمات، يتوقع خبراء السياحة استمرار هذا الزخم حتى نهاية الصيف، وربما يتحول إلى نمط مستدام في السنوات القادمة.
