مصر تطلق منصة سياحية رقمية موحدة

سياحة

استمع الي المقالة
0:00

في خطوة جديدة لتعزيز مكانة مصر كواحدة من أهم الوجهات السياحية في الشرق الأوسط والعالم، أعلنت وزارة السياحة والآثار عن إطلاق المنصة السياحية الرقمية الموحدة، والتي تُعد أول نظام من نوعه يجمع كل الخدمات السياحية في منصة واحدة متكاملة. ويأتي هذا المشروع ضمن خطة الدولة للتحول الرقمي وتطوير قطاع السياحة ليتماشى مع توقعات الزوار العالمية ومتطلبات السفر الحديثة.

المنصة الجديدة لا تهدف فقط إلى تسهيل حجز الرحلات أو زيارة المواقع الأثرية، ولكنها تقدم تجربة رقمية شاملة تتضمن مسارات مخصصة للسائحين، نظام تقييم للفنادق، دليل شامل للمطاعم، وخريطة تفاعلية تضم جميع المعالم السياحية والأثرية في مصر. كما توفر المنصة ميزة فريدة وهي “مساعد السفر الذكي”، الذي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لإعداد برنامج رحلات كامل وفقًا لاهتمامات السائح ومدة إقامته وميزانيته.

ووفقًا للوزارة، فإن المنصة جاءت بعد دراسة مستفيضة لسلوك السائحين خلال السنوات الماضية، حيث أظهرت التقارير أن أكثر من 75% من السائحين يعتمدون على الأدوات الرقمية للبحث عن وجهاتهم وإدارة رحلاتهم. ومع التطور الكبير في الذكاء الاصطناعي، أصبح وجود منصة موحدة ضرورة وليست مجرد خطوة إضافية، خاصة في ظل المنافسة القوية مع وجهات أخرى في المنطقة مثل دبي وتركيا واليونان.

واحدة من أبرز ميزات هذه المنصة هي إمكانية حجز تذاكر المواقع الأثرية إلكترونيًا بدون الحاجة إلى الوقوف في طوابير، وهي خطوة من شأنها تحسين تجربة السياح بشكل كبير، خصوصًا في المواقع الأكثر ازدحامًا مثل المتحف المصري الكبير، الأهرامات، ومعبد الكرنك. كما تسمح المنصة بإجراء مدفوعات إلكترونية آمنة عبر مختلف أنظمة الدفع العالمية والمحلية، مما يعزز من ثقة السائح ويقلل التعاملات النقدية.

وتعمل الحكومة على ربط المنصة بجميع المنشآت السياحية والفندقية المعتمدة، بحيث تكون البيانات والخدمات محدثة بشكل لحظي. وستتيح المنصة لأصحاب الفنادق والمطاعم إمكانية عرض خدماتهم وتحديث أسعار الغرف والعروض الخاصة بشكل مباشر، مما يضمن شفافية أكبر في التعامل ويتيح للسائح مقارنة الأسعار والخدمات بسهولة.

كما تقدم المنصة قسمًا خاصًا للأحداث والفعاليات السياحية، حيث يمكن للسائح معرفة الفعاليات المقامة خلال فترة وجوده في مصر، سواء كانت مهرجانات موسيقية أو عروضًا مسرحية أو فعاليات رياضية أو معارض فنية. وتعتبر هذه الإضافة جزءًا من رؤية تحويل مصر إلى وجهة سياحية نابضة بالحياة طوال العام، وليس فقط خلال المواسم التقليدية.

وأكدت الوزارة أن المنصة تم تطويرها بالشراكة مع مجموعة من الشركات المصرية والعالمية المتخصصة في البرمجيات، وأنها تعتمد على بنية تحتية قوية قادرة على التعامل مع ملايين الزوار يوميًا دون توقف. كما تم مراعاة توفير نسخة متعددة اللغات لدعم السائحين من مختلف الجنسيات، مع التركيز على لغات رئيسية مثل الإنجليزية، الفرنسية، الإيطالية، الألمانية، بالإضافة إلى الصينية واليابانية.

ويرى خبراء السياحة أن هذه الخطوة ستكون لها تأثيرات كبيرة على القطاع، حيث إنها ستوفر بيانات دقيقة تساعد الدولة على تحليل حركة السياحة وفهم احتياجات الزوار بشكل أفضل. وستساهم هذه البيانات في اتخاذ قرارات أكثر دقة فيما يتعلق بحملات الترويج العالمية وتحسين الخدمات في الوجهات الأكثر جذبًا.

ومن المتوقع أيضًا أن يكون للمنصة تأثير مباشر على تعزيز السياحة الداخلية، حيث يستطيع المواطن المصري الاستفادة من جميع خدماتها، خاصة تلك المتعلقة بالحجوزات والعروض والأسعار، مما يسهل تنظيم الرحلات العائلية والموسمية.

وعلى الرغم من الإشادة الكبيرة بالمشروع، إلا أن البعض يرى ضرورة الاهتمام بالتسويق الدولي للمنصة حتى تصل إلى أكبر عدد ممكن من السائحين المحتملين. وقد أكدت الوزارة أن المرحلة الثانية من المشروع ستتضمن حملة عالمية للترويج للنظام الجديد، إلى جانب شراكات مع شركات السياحة والطيران لجذب أكبر عدد من المستخدمين.

وتأتي هذه المبادرة ضمن مجموعة من المشاريع التي تعمل عليها الدولة لتطوير قطاع السياحة خلال 2025، من بينها تطوير البنية التحتية في عدة مدن ساحلية، تحسين شبكات الطرق المؤدية للمواقع الأثرية، والعمل على دعم الاستثمارات الفندقية الجديدة، خاصة في مناطق البحر الأحمر وسيناء والعلمين الجديدة.

وتشير التوقعات إلى أن المنصة ستحدث نقلة حقيقية في القطاع خلال السنوات القليلة المقبلة، وستساعد مصر على المنافسة بقوة في سوق السياحة العالمي من خلال تقديم تجربة حديثة، سهلة، ومتكاملة تعتمد على التكنولوجيا بشكل كامل.