سوق السيارات المصري يعيش في 2025 حالة انتعاش ملحوظة — بيانات رسمية تُظهر أن مبيعات “الملاكي” (سيارات الركوب) ارتفعت بنحو 78.6% مقارنة بنفس الفترة من 2024.
وفق تقرير صادر عن Automotive Market Information Council (AMIC)، بحلول نهاية سبتمبر 2025، تم تسجيل بيع حوالي 122.9 ألف سيارة ملاكي في مصر، مقابل نحو 54.9 ألف في نفس الفترة من العام السابق.
هذا النمو الكبير يمثل استجابة قوية من السوق بعد فترة ركود شهدت خلالها تقلبات في العرض والأسعار، وجاء مدفوعًا بعدة عوامل: منها تحسن الإمداد نتيجة تراجع بعض القيود على استيراد وتجميع السيارات محليًا، انخفاض أسعار بعض الموديلات نتيجة التجميع المحلي، وتحسّن القدرة الشرائية جزئيًا للمستهلكين.
لكن ما ارتفع فقط “الملاكي” — مبيعات الحافلات والشاحنات أيضًا سجّلت زيادات كبيرة، ما يشير إلى انتعاش في الطلب ليس على سيارات الاستخدام الشخصي فحسب، بل في قطاع النقل والخدمات كذلك.
من جهة العلامات التجارية، التقرير يشير إلى أن الماركات الصينية حققت حصة قوية، ما يدعم فكرة أن “السيارات المجمعّة محليًا أو الأجنبية ذات التكلفة المعقولة” تلعب دورًا مهمًا في الانتعاش الجاري للسوق.
هذا الانتعاش يعطي مؤشرات إيجابية لمحبي السيارات في مصر — إذ تتيح لهم قائمة أوسع من الخيارات، أسعار أكثر تنافسية، وتوازن أفضل بين العرض والطلب. كما يمكن أن يعني أن الصناعة أوّلت بسرعة لتلبية الطلب بعد صدمات سابقة في المعروض والعملات.
لكن من جهة أخرى، هذا النمو السريع يثير تساؤلات حول مدى استدامته: هل الطلب الحالي مؤقت (بسبب تعويض تأجيلات سابقة)، أم أن السوق دخل في دورة نمو حقيقية؟ وهل البنية التحتية — متاجر، مراكز صيانة، قطع غيار — قادرة على مواكبة هذا النشاط؟
إذا استمرت المؤشرات بهذا الزخم إلى نهاية 2025، فالسوق المصري قد يشهد ما يمكن تسميته “انفجار سيارات” — وهو أمر إيجابي للمستهلك، لكن يحتاج متابعة دقيقة لتطور الأسعار وجودة الخدمات بعد البيع.
