قمة المستقبل الرقمي تُعلن عن روبوتات الضيافة لأول مرة في الشرق الأوسط.. هل يصبح الترحيب الآلي هو المعيار؟

من المتوقع أن تشهد “قمة المستقبل الرقمي” المقبلة، والتي تُعقد في دبي أو الرياض وتستضيف كبرى شركات التكنولوجيا العالمية، تحولاً جذرياً في تجربة الحضور، حيث أعلنت اللجنة المنظمة عن تطبيق نظام “روبوتات الضيافة الذكية” (AI Hospitality Robots) التي ستتولى مهام استقبال وتسجيل وتوجيه المشاركين بالكامل. هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها دمج هذه التقنية على نطاق واسع في حدث إقليمي بهذا الحجم في الشرق الأوسط. الروبوتات، التي تم تطويرها بالتعاون مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة في آسيا، قادرة على التفاعل بلغات متعددة، التعرف على الوجوه، تحليل المشاعر، وتخصيص تجربة الترحيب لكل ضيف بناءً على بيانات تسجيله واهتماماته المذكورة مسبقاً في ملفه الشخصي. هذه الخطوة تهدف إلى إظهار التزام المنطقة بالابتكار التكنولوجي وتسليط الضوء على مستقبل قطاع الخدمات. الروبوتات لن تقتصر على المهام الإدارية؛ بل ستكون قادرة على تقديم معلومات مفصلة عن جدول أعمال القمة، ومواقع الأجنحة، وحتى حجز مواعيد اجتماعات سريعة بين الحضور. وقد تم تزويدها بخرائط ثلاثية الأبعاد للموقع، وتستخدم تقنية الملاحة الذاتية لتجنب الازدحام والحركة بسلاسة بين آلاف المشاركين. المنظمون يرون أن استخدام الروبوتات سيوفر كفاءة لا يمكن للعنصر البشري تحقيقها، خاصة في التعامل مع الطوابير الطويلة والبيانات اللوجستية المعقدة في الفعاليات الكبيرة. ومع ذلك، هناك أيضاً تركيز على ضمان “التوازن البشري”، حيث سيكون هناك فريق بشري متكامل للإشراف والتدخل في الحالات التي تتطلب تفاعلاً شخصياً أعمق. هذا الاتجاه يفتح الباب أمام نقاش واسع حول مستقبل الوظائف في قطاع الضيافة والفعاليات. فإذا كانت روبوتات الذكاء الاصطناعي قادرة على القيام بمهام الاستقبال والتوجيه والخدمات الأساسية بكفاءة عالية، فما هو الدور المتبقي للبشر؟ يرى الخبراء أن التحول سيجعل الوظائف تركز على الإبداع، وإدارة التكنولوجيا، وبناء العلاقات المعقدة، بدلاً من المهام الروتينية. هذه القمة ستكون بمثابة اختبار حي لتقبل الجمهور العربي والدولي لدمج الروبوتات بشكل مباشر في تجربة الفعاليات. النجاح في تطبيق هذا النظام في قمة المستقبل الرقمي قد يشجع المنظمين الآخرين للمعارض والمؤتمرات الكبرى على تبني هذه التقنيات، مما يُسرّع من عملية التحول الرقمي في قطاع الإيفنتات على مستوى المنطقة والعالم، ويجعل الخدمات الآلية هي القاعدة بدلاً من الاستثناء.