هجمات إلكترونية تستهدف بنوكًا وشركات في الشرق الأوسط

تكنولوجيا

استمع الي المقالة
0:00

في تصعيد مقلق على مستوى الأمن السيبراني، كشفت تقارير أمنية في أكتوبر 2025 عن تعرض عدد من البنوك والشركات الكبرى في الشرق الأوسط لهجمات إلكترونية متقدمة، نفذتها مجموعات قرصنة يُعتقد أنها مدعومة من جهات دولية. الهجمات استهدفت أنظمة الدفع الإلكتروني، قواعد بيانات العملاء، والبنية التحتية الرقمية، وده أثار حالة من التأهب في القطاع المالي والتقني.

الجهات المتضررة شملت بنوكًا في الإمارات والسعودية ومصر، بالإضافة إلى شركات اتصالات وتكنولوجيا، حيث تم رصد محاولات اختراق باستخدام تقنيات “التصيد المتقدم” (Spear Phishing)، و”البرمجيات الخبيثة متعددة الطبقات”، اللي بتصيب الأنظمة تدريجيًا وتجمع بيانات حساسة بدون أن تُكتشف بسهولة.

شركة “Kaspersky” للأمن السيبراني أصدرت تقريرًا مفصلًا عن الهجمات، وأكدت إن المجموعة المسؤولة تُعرف باسم “DarkWave”، وهي مجموعة نشطة منذ 2022، وتستخدم أدوات ذكاء اصطناعي لتوليد رسائل احتيالية مخصصة لكل ضحية، وده بيزيد من فعالية الهجوم وصعوبة اكتشافه.

في مصر، البنك المركزي أصدر بيانًا أكد فيه أن الأنظمة المصرفية لم تتعرض لأي اختراق مباشر، لكن تم رصد محاولات غير ناجحة، وتم اتخاذ إجراءات وقائية فورية، منها تحديث أنظمة الحماية، وتفعيل بروتوكولات الاستجابة السريعة. كما تم التنسيق مع وزارة الاتصالات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لمتابعة الموقف.

السعودية أعلنت عن إطلاق مركز وطني جديد للأمن السيبراني، يهدف إلى مراقبة التهديدات الرقمية، وتقديم الدعم الفني للمؤسسات الحكومية والخاصة، وده ضمن خطة المملكة لتعزيز الأمن الرقمي في رؤية 2030.

الإمارات من جهتها، بدأت في تطبيق نظام “التحقق البيومتري” في المعاملات البنكية، وده بيضيف طبقة حماية إضافية، ويقلل من فرص اختراق الحسابات عبر كلمات المرور التقليدية.

الخبراء في مجال الأمن السيبراني بيقولوا إن الهجمات دي بتعكس تطور كبير في أساليب القرصنة، وإن المؤسسات لازم تنتقل من الحماية التقليدية إلى أنظمة ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لرصد الأنماط غير الطبيعية.

كمان، بيتم التأكيد على أهمية تدريب الموظفين على التعامل مع الرسائل الاحتيالية، وتطبيق سياسات صارمة في إدارة كلمات المرور، وتحديث الأنظمة بشكل دوري، لأن العامل البشري بيظل نقطة ضعف رئيسية في أي منظومة أمنية.

المنظمات الدولية زي “Interpol” و”CERT” بدأت في التنسيق مع دول المنطقة لتبادل المعلومات، وتحديد مصدر الهجمات، وده بيعكس أهمية التعاون الدولي في مواجهة التهديدات السيبرانية العابرة للحدود.

في النهاية، الهجمات الأخيرة بتأكد إن الأمن السيبراني مش رفاهية، لكنه ضرورة استراتيجية لكل مؤسسة، وبيحتاج استثمار مستمر، وتحديث دائم، وتعاون إقليمي ودولي لحماية البيانات والمصالح الحيوية.