أضرار القرفة “غير الأصلية” المنتشرة .. خطر الكومارين على الكبد

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

 أضرار القرفة “غير الأصلية” المنتشرة: خطر الكومارين على الكبد

تُعد القرفة من التوابل العطرية التي تحظى بشعبية كبيرة لفوائدها الصحية المذهلة، خاصة في تنظيم سكر الدم ودعم المناعة. لكن الحقيقة المرة هي أن غالبية القرفة المتوفرة في الأسواق العالمية والمحلية ليست هي “القرفة الحقيقية” (القرفة السيلانية أو Ceylon Cinnamon)، بل هي في الغالب قرفة الكاسيا (Cassia Cinnamon)، والتي تُعرف أيضاً بـ “القرفة الصينية” أو “القرفة غير الأصلية”. ورغم أن الكاسيا آمنة للاستخدام بكميات قليلة، فإن الاستهلاك المنتظم والمفرط منها يحمل أضراراً صحية خطيرة بسبب تركيبة كيميائية محددة.


 أضرار القرفة:
1. تسمم الكبد بسبب ارتفاع الكومارين

الخطر الأكبر المرتبط بقرفة الكاسيا يكمن في احتوائها على مستويات عالية جداً من مركب طبيعي يُعرف باسم الكومارين (Coumarin).

الكومارين والسمية: الكومارين مادة فعالة قد تكون سامة للكبد عند تناولها بجرعات كبيرة وبشكل منتظم. أظهرت الدراسات أن الإفراط في تناول القرفة الغنية بالكومارين قد يؤدي إلى تلف الكبد وزيادة إنزيماته بشكل خطير.

الجرعة المسموحة: توصي الهيئات الصحية العالمية بحد أقصى للجرعة اليومية من الكومارين. قد تحتوي ملعقة صغيرة واحدة من قرفة الكاسيا على كمية تتجاوز بكثير الحد اليومي الموصى به للشخص البالغ. على النقيض، تحتوي القرفة السيلانية الأصلية على كميات ضئيلة جداً من الكومارين، مما يجعلها الخيار الآمن للاستهلاك اليومي بكميات أكبر.

 2. زيادة خطر الإصابة بالسرطان

أشارت بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن تناول كميات عالية من الكومارين قد يزيد من فرص الإصابة بأنواع معينة من الأورام السرطانية، خاصة تلك التي تصيب الرئتين، والكبد، والكليتين. على الرغم من أن الحاجة لا تزال قائمة لمزيد من البحث على البشر، إلا أن تأثير الكومارين السام المتكرر على الأعضاء الداخلية يثير قلقاً كبيراً، ويُرجح أن الضرر الخلوي المتكرر قد يساهم في النمو غير الطبيعي للخلايا.

 3. التداخل مع الأدوية المسيلة للدم

الكومارين هو مركب له خصائص شبيهة بالأسبرين من حيث تسييل الدم.

خطر السيولة: إذا كان الشخص يتناول بالفعل أدوية مسيلة للدم (مضادات التخثر) مثل الوارفارين، فإن الإفراط في تناول قرفة الكاسيا يزيد من تأثير هذه الأدوية، مما يرفع من خطر النزيف والكدمات. هذا التداخل قد يكون خطيراً ويتطلب استشارة طبية.

 4. تقرحات الفم والتهيج

تحتوي القرفة بشكل عام على مركب السينامالديهيد (Cinnamaldehyde)، والذي قد يسبب رد فعل تحسسي لدى بعض الأفراد عند تناوله بتركيزات عالية. وتظهر أعراض هذا التحسس عادة في صورة:

تورم في اللسان أو اللثة.

إحساس بالحرق أو الحكة داخل الفم.

ظهور بقع بيضاء أو تقرحات داخل الفم.

نصيحة هامة: للاستمتاع بفوائد القرفة بأمان، يُنصح بالبحث عن القرفة السيلانية (Ceylon Cinnamon)، خاصة إذا كنت تستهلكها يومياً بكميات كبيرة بهدف صحي. أما إذا كنت تستخدم قرفة الكاسيا الشائعة، فيجب عدم تجاوز نصف ملعقة صغيرة يومياً للحفاظ على سلامة الكبد.