تُعد وجبة “البلوبيف” (Corned Beef) من الأطعمة التي يسهل تحضيرها ويفضل الأطفال مذاقها المالح والمميز، إلا أن خلف هذا الطعم المستساغ تكمن مخاطر صحية جسيمة قد تؤثر على نمو الطفل ومستقبله الصحي. البلوبيف ليس مجرد لحم مفروم، بل هو أحد أخطر أنواع اللحوم المصنعة التي تخضع لعمليات معالجة كيميائية معقدة.
إليك استعراض مفصل لأبرز أضرار البلوبيف على صحة الأطفال:
أضرار البلوبيف على الأطفال:
1. المواد الحافظة القاتلة (النترات والنتريت)
تستخدم مادة “نتريت الصوديوم” لمنع نمو البكتيريا وإعطاء اللحم لونه الوردي الجذاب. المشكلة تكمن في أن هذه المادة عند طهيها (خاصة مع البيض) أو عند تفاعلها مع أحماض المعدة، تتحول إلى مركبات تسمى “النتروزامين”، وهي مواد مسرطنة بشكل مباشر. ربطت العديد من الدراسات بين الاستهلاك المنتظم للحوم المصنعة وزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمعدة لدى الأطفال في مراحل متقدمة من حياتهم.
2. خطر “قنبلة الصوديوم” على الكلى
يحتوي البلوبيف على كميات هائلة من الملح (الصوديوم) لحفظه. كلى الأطفال، خاصة الصغار منهم، ليست مهيأة لمعالجة هذه الكميات الكبيرة. يؤدي الصوديوم الزائد إلى:
ارتفاع ضغط الدم: وهو أمر أصبحنا نراه بشكل متزايد لدى الأطفال.
احتباس السوائل: مما يجهد عضلة القلب والكلى.
تضرر الكلى: حيث يؤدي الحمل الزائد من الأملاح إلى إضعاف وظائفها تدريجياً.
3. التأثير على الذكاء والقدرات الإدراكية
أشارت تقارير طبية إلى أن المواد الكيميائية والمواد الحافظة في اللحوم المصنعة قد تؤثر سلباً على مستوى ذكاء الأطفال وقدرتهم على التركيز والتحصيل الدراسي. الاستهلاك المفرط يرتبط بظهور أعراض تشبه “فرط الحركة ونقص الانتباه” (ADHD) نتيجة الاضطرابات التي تسببها الإضافات الكيميائية في الجهاز العصبي.
4. السمنة المفرطة والدهون المشبعة
البلوبيف غني بالدهون المشبعة والسعرات الحرارية العالية التي تفتقر لأي قيمة غذائية حقيقية. هذا المزيج من الدهون والأملاح يفتح شهية الطفل لتناول كميات أكبر من الخبز الأبيض، مما يؤدي إلى زيادة الوزن السريعة والإصابة بـ السمنة المفرطة، والتي تفتح الباب لاحقاً لمرض السكري من النوع الثاني.
5. الطفيليات والديدان المعوية
في بعض الأحيان، قد لا تضمن عمليات التعليب القضاء الكامل على بيوض الطفيليات إذا لم تكن المعايير الرقابية صارمة، مما يجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بـ الديدان المعوية والنزلات المعوية المتكررة.
نصيحة للأمهات
بدلاً من البلوبيف المعلب، يفضل تقديم اللحوم الطازجة المطهوة جيداً في المنزل، أو تحضير “البلوبيف المنزلي” باستخدام لحم مفروم طازج وتوابل طبيعية مثل البنجر للحصول على اللون، وذلك لضمان نمو بدني وعقلي سليم لطفلك.














