ارتفاع الأمراض المعدية بسبب التغير المناخي تحذير أممي

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

حذّرت خبراء وصحف دولية من أن التغير المناخي يزيد من مخاطر تفشي الأمراض المعدية حول العالم، خاصة تلك التي تنقلها الحشرات مثل حمى الضنك والشيكونغونيا، ومشاكل صحية أخرى ناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط الأمطار.
وفق دراسات حديثة، فإن ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة يسهم في تكاثر أسرع لنواقل الأمراض، مثل البعوض، مما يطيل موسم انتقال العدوى ويزيد من عدد الإصابات.

في نفس السياق، أطلقت منظمة الصحة العالمية وجامعة الأمم المتحدة خطة عمل جديدة خلال مؤتمر COP30 لمواجهة “صدمة المناخ الصحية”. الخطة تُركّز على بناء أنظمة صحية تستطيع التكيّف مع موجات الحرارة والفيضانات والجفاف، وكذلك الاستعداد لتفشّي الأوبئة المرتبطة بالمناخ.
يُعد هذا التحرك “لحظة حاسمة” كما وصفه مسؤولو الصحة، لأن التأثير المناخي على الصحة أصبح واضحًا جدًا، وليس مجرد تهديد بيئي فقط.

من جهة أخرى، يحذّر باحثون من زيادة الأمراض الحيوانية المنشأ (أي الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر) بسبب تدمير المواطن الطبيعية والتغيرات في بيئة الحيوانات. فقد تم رصد أن التغير المناخي قد يسهم في انتشار فيروسات مثل الإيبولا وغيرها، بسبب قرب الإنسان من الغابات وتغير سلوك الحيوانات.
أيضًا، دراسات أكاديمية حديثة تشير إلى أن البكتيريا المسببة لعدوى الأمعاء (مثل السالمونيلا) تصبح أكثر نشاطًا في ظروف الحرارة المرتفعة، ما يزيد من مخاطر التسمم الغذائي والعدوى.

الملاريا أيضًا ليست بعيدة عن هذه المخاطر؛ بعض الخبراء يقولون إن التغير المناخي قد يسمح بانتشارها في مناطق لم تكن تشهدها سابقًا لارتفاع الحرارة وتغير نمط هطول الأمطار.
بالتالي، الصحة العالمية اليوم تواجه تحدّي مزدوج: ليس فقط التغير المناخي من حيث البيئة، بل أيضًا تأثيره المباشر على أنماط المرض وانتشاره.

من الناحية الاستراتيجية، الخطة التي أطلقتها الأمم المتحدة تهدف إلى تمويل أكبر، وتعزيز قدرات الرصد والوقاية، ودعم المجتمعات الأكثر عرضة مثل الدول الفقيرة والتي تفتقر إلى البنية التحتية الصحية الجيدة. هذا يشمل إنشاء مراكز تشخيص مبكر، وتوسيع برامج التطعيم إذا كان ذلك متاحًا، وتعزيز التوعية المجتمعية حول كيفية التقليل من المخاطر المرتبطة بالمناخ.

في الختام، أصبح من الواضح أن التغير المناخي ليس فقط تحديًا بيئيًا، بل تهديد صحي كبير. وإذا لم تتخذ دول العالم إجراءات سريعة وشاملة، فإن الأمراض المعدية المرتبطة بالحرارة والرطوبة قد تصبح أكثر انتشارًا، مما يضع ضغوطًا كبيرة على أنظمة الرعاية الصحية ويعرض حياة ملايين البشر للخطر.