في خطوة وُصفت بأنها واحدة من أكبر التحولات في تاريخ التجارة الإلكترونية، أعلنت شركة أمازون عن نيتها دخول عالم الخدمات البنكية بشكل رسمي تحت اسم Amazon Bank، وده بعد سنوات من التكهنات والتجارب المحدودة اللي كانت بتجريها الشركة في بعض الأسواق.
الخطوة دي بتمثل نقلة ضخمة للشركة اللي بدأت كتاجر كتب إلكترونية بسيط، وبقت دلوقتي واحدة من أكبر الكيانات الاقتصادية في العالم. أمازون مش داخلة المجال البنكي عشان تجرب، لكنها داخلة بهدف إنها تعيد تعريف فكرة البنك التقليدي بالكامل.
بحسب بيان الشركة، Amazon Bank هيقدم خدمات متكاملة تشمل الحسابات الجارية، القروض الشخصية، البطاقات الذكية، وإدارة المدفوعات الإلكترونية. لكن اللي يميز التجربة دي هو إن كل الخدمات دي هتكون رقمية بالكامل بدون أي فروع تقليدية، وده متماشي مع رؤية أمازون في التحول الرقمي الكامل.
الشركة قالت إن العملاء هيقدروا يفتحوا حساباتهم البنكية في أقل من 3 دقايق باستخدام حسابهم في أمازون، وهيستفيدوا من نظام نقاط Prime Rewards اللي هيتم دمجه مباشرة في الخدمات البنكية، بحيث أي عملية شراء أو تحويل مالي ممكن تكسب المستخدم مزايا حقيقية على المنصة.
واحدة من النقاط المثيرة كمان هي إن أمازون ناوية تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات للتنبؤ بالسلوك المالي للمستخدمين. يعني النظام هيقدر يقترح عليك خطط ادخار أو استثمار حسب طريقة صرفك واهتماماتك.
المدير التنفيذي لشركة أمازون، آندي جاسي، صرح إن الخطوة دي جزء من استراتيجية طويلة المدى لتوسيع نطاق المنصة لتشمل “كل ما يحتاجه المستخدم في حياته اليومية”، وإن البنوك التقليدية في العالم محتاجة تراجع نفسها لأن المنافسة الجاية مش من داخل القطاع البنكي، لكن من شركات التكنولوجيا العملاقة.
التحليل المالي للخبراء بيشير إلى إن دخول أمازون السوق البنكي ممكن يعمل اضطراب ضخم في توازن القطاع المالي، خصوصًا في الولايات المتحدة وأوروبا. فالشركة عندها قاعدة بيانات ضخمة عن سلوك المستهلكين ومليارات المعاملات اليومية، وده بيديها أفضلية هائلة عن أي بنك تقليدي.
من ناحية تانية، في تخوفات كبيرة من الجهات التنظيمية اللي شايفة إن دخول شركات التكنولوجيا مجال البنوك ممكن يعرض خصوصية المستخدمين للخطر، خصوصًا مع حجم المعلومات اللي تمتلكها أمازون عن عملائها. لكن الشركة أكدت إنها هتلتزم بأعلى معايير الأمان والشفافية، وهيكون عندها فريق مستقل لمراقبة حماية البيانات.
أما بالنسبة للمستقبل، فالمحللين بيتوقعوا إن الخطوة دي هتفتح الباب لشركات تانية زي Apple وGoogle إنها توسع خدماتها البنكية أكتر، وده ممكن يغير شكل المنافسة في السوق العالمي خلال السنوات الجاية.
وفي مصر والمنطقة العربية، بدأ يظهر اهتمام كبير من المستثمرين بمتابعة التجربة دي، خصوصًا إن الأسواق الناشئة عندها قابلية كبيرة للتحول الرقمي المالي، وأي نجاح لأمازون ممكن يلهم شركات محلية تعمل خطوات مشابهة.
الجدير بالذكر إن أمازون بالفعل عندها مشاريع مالية صغيرة في الهند والبرازيل من خلال منصات مدفوعات رقمية، ونجحت في جذب ملايين المستخدمين خلال وقت قصير جدًا، وده دليل إن دخولها الرسمي في السوق البنكي مش خطوة مفاجئة، لكنها كانت بتتجه ليها تدريجيًا من سنين.
في النهاية، دخول أمازون لعالم البنوك ممكن يغير شكل الاقتصاد الرقمي بالكامل، ويخلي مفهوم “المتجر الإلكتروني” يتحول إلى “نظام حياة متكامل” بيجمع بين التسوق، التمويل، والاستثمار في منصة واحدة.
